بفضل الله وتوفيقه نجحت لجنة الصلح والعفو بالطائف بالتعاون مع عدد من مشائخ قبيلة الصفيان النفعة في الوصول إلى عتق رقبة قاتل من حد السيف. حيث وقعت القضية قبل حوالي ثلاثة أعوام نتيجة مضاربة شبابية أسدى فيها الجاني ضربة بعصا غليظة أودت بحياة المجني عليه. وقد عقدت اللجنة أول اجتماع لها قبل أكثر من عام برئاسة معالي محافظ الطائف ورئيس لجنة الصلح العفو بالطائف الأستاذ فهد بن معمر بمنزل معاليه بالطائف، وذلك بحضور عدد من أعضاء اللجنة وسكرتيرها، وشيخ قبيلة الصفيان النفعة مصلح بن حويتان النفيعي، وحضور ولي الدم (والد المجني عليه) مقبل بن ملفي بن لافي، وبعدما نقل معاليه شفاعة ولاة الأمر، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أعلن ولي الدم موافقته على التنازل مع وجود اشتراطات، وأثناء شروع اللجنة في تنفيذ اشتراطاته، وقبل تحقيقها، بادرت والدة المجني عليه بالتنازل والعفو لوجه الله تعالى، وسجل ذلك بصك شرعي بالمحكمة العامة بالطائف. وتواصلا مع تلك الجهود عقد مساء أمس الأول اجتماعاً ضم أعضاء اللجنة الشيخ الدكتور أحمد بن موسى السهلي، والدكتور عبد الله بن صالح الزير، واللواء متقاعد عبد الإله العوفي، وسكرتير لجنة الصلح والعفو بالطائف أحمد بن حسن الزهراني، وكذلك شيخ قبيلة الصفيان النفعة مصلح بن حويتان النفيعي، وعدد من مشائخ وأعيان ووجهاء قبيلة النفعة في إحدى الاستراحات بالطائف، وتم في هذا الاجتماع تداول عدد من الكلمات الوعظية، والنصائح المؤثرة التي تناولت التذكير بمثوبة العفو والصفح في مثل ذلك. وأعلن خلالها مجددا ولي الدم مشكورا ومأجورا تنازله عن قاتل ابنه وفلذة كبده لوجه الله تعالى. وأمام هذا الموقف النبيل والتسامح الكريم من قبل والد المجني عليه (مقبل بن ملفي بن لافي النفيعي) قدم أبناء عمومته في نفس المجلس مبلغ 500 ألف ريال تقديرا لموقفه النبيل ومساعدة لتحسين وضعه الاقتصادي الصعب. وفي هذا الصدد عبر معالي محافظ ورئيس لجنة الصلح والعفو الطائف فهد بن معمر عن شكره لوالد ووالدة المجنى عليه، ولولاة الأمر، ولسمو أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل على ما تلقاه اللجنة من دعم واهتمام أسهم في تحقيق الكثير من النجاحات بفضل الله تعالى. كما ثمن دور الشيخ مصلح بن حويتان النفيعي لما بذله من جهود مخلصة في هذه القضية داعيا الله أن يجعل ذلك في موازين حسنات الجميع، ويجزل لهم الأجر والمثوبة. من جهته عبر سكرتير لجنة الصلح والعفو أحمد بن حسن الزهراني عن عظيم شكره لولي الدم مقبل بم ملفي النفيعي ولوالدته، اللذين احتسبا الأجر عند الله عز وجل عندما أعتقا رقبة قاتل ابنهما من حد السيف. وأشاد بدور الشيخ مصلح بن حويتان النفيعي، وبقية المشائخ والوجهاء الذين سعوا في حل هذه القضية لتواصلهم مع اللجنة للوصول إلى حل لهذه القضية. وأبان الزهراني أن لجنة الصلح والعفو بالطائف قد نظرت خلال الآونة الأخيرة في 62 قضية قتل تحقيق العفو في 47 قضية، كان آخرها في آخر شهر رمضان المبارك عندما عفا مواطن عن قاتل ابنه ، بعد أن استجاب لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله- ولسمو الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، وبجهود موفقة من لجنة الصلح والعفو برئاسة معالي المحافظ، وبالتعاون مع عدد من شيوخ وأعيان قبائل الحويطات وحرب وقريش وبني سفيان. كما أن اللجنة نظرت منذ إنشائها في أكثر من 620 قضية أسرية واجتماعية ومالية، إضافة إلى وجود 10 قضايا قتل تنظر اللجنة حالياً في السبل الكفيلة بتحقيق الصلح والعفو فيها، وفق آليات منظمة تحكمها حيثيات القضية وما يحيطها من ملابسات وظروف.