بين عشية وضحاها يجد المبتعث نفسه أمام تساؤل يفرض نفسه.. ماذا بعد التخرج؟!، ينشغل المبتعثون عادة عن التفكير في أمورهم المستقبلية خلال فترة الابتعاث، حيث لا يوجد ما يقلق بالهم خلال هذه الفترة، التي ينغمسون خلالها في التحصيل العلمي، والقيام بفروضهم الدراسية، والنهل من منابع العلم والمعرفة. وفجأة، يجد المبتعث نفسه مرتدياً رداء الخريج، حاملاً بيده الشهادة الجامعية، ومنهم من يكمل المسيرة لتحصيل درجة أعلى، وآخرون يعودون أدراجهم لبدء مشوار جديد في البحث عن وظيفة. لا يمكن بطبيعة الحال أن ينشغل المبتعثون بالدراسة والتخطيط للمستقبل في آن واحد، إلا أنه يجب ألا يغفل الدارسون عن وضع هدف على الأقل يطمحون في الوصول إليه بجدية يرتبط بمستقبلهم المهني. هناك من يطالب بإيجاد فرص عمل للمبتعثين العائدين، وعددهم بالآلاف في مختلف التخصصات العلمية والنظرية، وشخصياً أرى أن هذا يحد من الطموح، وينمي الإتكالية لدى الطلبة، علاوة على أنه غير منطقي. المفترض أن يستثمر الطالب الفرصة أثناء المنحة الدراسية، ليطور مهاراته وقدراته، وما يسمى في القطاع العملي ب"السيرة الذاتية" أو C.V، فهو الأساس الذي يمكن للطالب الاعتماد عليه، فكلما زادت الكفاءة فيه، زادت الفرصة للحصول على الوظيفة. الأمر الآخر والمهم، أن عدم الحصول على الوظيفة التي يطمح إليها المبتعث، أو اشتراطه مستوى معينا للوظيفة، هو أمر غير صحي - في البداية على الأقل - فطالما توفرت المقومات كافة، يمكن للمرء الوصول إلى الغاية التي يطمح إليها، حتى وإن تعثر في البداية، فربما تكون تلك العثرة بداية طريق النجاح.