الصداقة سمة اجتماعية جبل عليها الفرد فالكل يتفق ويعرف أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولذلك تلاحقت الأحاديث والأقوال في الصداقة والحث عليها، يقول الإمام علي - كرم الله وجهه -: (الأصدقاء نفس واحدة في جسوم متفرقة). وقال ميخائيل نعيمة (متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقل عرفت الصداقة)، ولذلك ينبغي أن يكون الصديق بمنزلة نفسك يرضيك ما يرضيه ويسخطك ما يسخطه. وأول ما يجب عليك تجاهه أن تعمل على أداء حقوقه وبذلها له، والتي منها زيارته في كل الأحوال وليس عند حاجته أو مرضه أو فاقته، ومصافحته وعناقه عند اللقاء به والدعاء له وإخباره لحبك إياه، لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (إذا أحب أحدكم أحدا فليخبره). وكذلك من حقوق الصديق أن تدخل السرور على قلبه ولا سيما إذا رأيته مهموما مغموما فمن واجبنا الاهتمام به والسؤال عن أحواله والتفريج عنه، وهناك حق مهم من حقوق الصديق ألا وهو كتمان السر وهو من الدواعي المهمة للصداقة واستمرارها. وبعد أن استعرضنا شيئا من حقوق الأصدقاء على الواقع الحياتي العملي، دعونا نستذكر معا الصداقة الإلكترونية وكيف نمارس تلك الحقوق مع تلك الصداقة وهل باستطاعتنا ذلك؟. بالطبع الكثير من حقوق الصداقة والأصدقاء لا يمكن أداؤها والقيام بها في الصداقة الإلكترونية كالزيارة والمصافحة مثلا، لأن هناك عددا ليس باليسير منهم ليس بينك وبينه علاقة في الواقع المعيشي لكثرة العدد فقد يصل إلى ألفين بل أكثر أحيانا وهذا طبعا على الموقع الواحد فما بالك بالبقية، فمواقع التواصل الاجتماعي كثيرة ك"الفيس بوك" و"تويتر".. إلخ. وهنا في هذه المواقع والصداقة الإلكترونية تطالعنا أمور هي ليست بالحقوق وإنما بمثابتها - إن صح التعبير- وربما هي خاصة بهذا النوع من الصداقة ألا وهي الترحيب بالصديق حال دخوله إلى إحدى هذه الشبكات أو المنتديات، و(أعجبني) وهو الإعجاب (لايك) أو الرتويت ومنها كذلك (التعليق) على المادة المنشورة من قبل الصديق ولا ننسى أيضا نشر مادته في الصفحات والمواقع المتاحة، إلى غيرها من هذه الأمور التي تنمي هذه الصداقة وتعززها بما يخدم العلاقات والمصالح الأخوية فيما بينهم.