يرعى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، مساء اليوم ندوة "مكانة اللغة العربية"، التي تنظمها الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، بالتعاون مع نادي مكة الأدبي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ويشارك في الندوة الدكتور محمد يعقوب التركستاني، والدكتور رياض، والدكتور ياسين بن جاسم المحيمد، ويدير الندوة نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالله بن ناصر القرني، وذلك بعد صلاة المغرب في مقر النادي بحي الزاهر. وأبان نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالله القرني، أن الهدف من الندوة الاهتمام باللغة العربية، بعد أن لمسنا قصورا واضحا من النواحي العملية باحترام اللغة العربية. وعن سبب إقامة الندوة في مكةالمكرمة، أوضح القرني أن رئيس الجمعية الدكتور أحمد السالم يدرك مدى اهتمام الأمير خالد الفيصل باللغة العربية، واعتزازه بها ودعواته الدائمة للمحافظة عليها، مستذكرا موقفه قبل عامين في ندوة سابقة لأدبي مكةالمكرمة، في إحدى القاعات التي تحمل اسما أعجميا، وطالب حينها بتغيير الاسم، بل ومنع إطلاق الألقاب الأعجمية على المتاجر في مكةالمكرمة. وأضاف "خاطبنا الإمارة فجاءت الموافقة من الأمير خالد الفيصل، برعاية المناسبة التي تتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية". وأبان نائب رئيس الجمعية، أن الندوة ستخرج بتوصيات سترفع للجهات ذات العلاقة، مثل وزارة التجارة والبلديات والتربية والتعليم والتعليم العالي بالاهتمام باللغة في المناهج ووسائل الإعلام وأسماء الشوارع والمتاجر لتصحيح مسارها لغويا. وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للغة العربية، فقد اختلف أكاديميون حول أهمية الاحتفاء باللغة في يومها العالمي. فرئيس نادي جدة الأدبي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني، يرى أن الاحتفاء باللغة، يجب أن يكون على مدار العام، ولا ينحصر في يوم واحد فقط، معللا رأيه بأن اللغة فعل دائم ووضع يوم يعني تذكير الناس بشيء مغفول عنه، بينما اللغة حاضرة بيننا بشكل يومي. وأضاف "الأَولى أن تقدم مشاريع من قبل المؤسسات العلمية والأدبية والثقافية تدعم مكانة اللغة العربية طيلة العام، ومن ثم يتم تقييم هذه المشاريع في هذا اليوم، ومعرفة إيجابياتها لتنميتها وسلبياتها لتلافيها". ورأى القحطاني أن الاحتفاء باللغة في يوم واحد أمر شكلي لن يخدم اللغة بقدر ما تكون هناك برامج مستمرة طيلة العام، تحاول تصحيح المسارات الخاطئة في التعاطي مع اللغة، ليكون هذا اليوم بمثابة كشف حساب لما قدم من برامج طيلة العام. لكن الدكتور محمود بن حسن زيني، يرى أن الاحتفاء باللغة في يوم عالمي أمر مهم، كونه يسهم في تكريس اللغة في حياتنا، خصوصا أنها اللغة التي جاء بها القرآن الكريم، وهي تمثل هويتنا الثقافية والوعاء الذي يحضتن أدبنا وإبداعنا. ودعا زيني إشراك الأجيال الشابة في مثل هذه الاحتفائيات مع ضرورة الخروج بتوصيات علمية، خاصة في ظل ضعف اللغة لدى طلبة الجامعات وبعض المثقفين والإعلاميين، معتبرا ذلك مؤشرا خطيرا على انحدار الاهتمام باللغة، بل وتغليب اللغات الأخرى على لغتنا العربية، ممتدحا خطوة الجمعية العلمية ونادي مكة بإقامة الندوة، داعيا كل المؤسسات الثقافية للاقتداء بهما.