لم تترك الأيادي المجهولة قرى "محبة بني شهر" تنعم بطبيعتها البكر، وأشجارها الوارفة، ومناظرها الآسرة، فاعتادت على اغتيال الغطاء النباتي، إلى درجة لم تعد تحتمل، وحول مجهولو الهوية محيط القرى إلى مرتع لترويج المسكرات، وبيع الحطب والفحم، مستخدمين بعض الدواب لنقله من مكان لآخر. وفي رصد ميداني ل"الوطن" بمرافقة ثلاثة من أبناء قرى "محبة"، اتضح أن المنطقة تتميز بوفرة الغطاء النباتي، وكثرة الأشجار المتنوعة في الجبال المحيطة، ووجود الدواب بكثرة في إشارة إلى استخدام المجهولين لها لنقل المسكرات والحطب والفحم، فضلا عن وجود العشرات من جذوع الأشجار التي تم قطعها تمهيدا لتفحيمها، وانبعاث روائح دخان لأشجار تم حرقها ودفنها بطريقة لا تلفت الانتباه. وأوضح المواطنون عبدالله بن محمد حاسن، وحسن بن محمد الشهري، وعبدالله بن علي الشهري "من أهالي قرى محبة "، أنهم يعانون من تزايد وتنامي أعداد المجهولين الذين بات همهم الوحيد تدمير الغطاء النباتي وقطع أشجار القرض والضهياء والسمر، وتركها حتى تيبس ومن ثم إحراقها وطمرها في حفر لتفحيمها، فضلا عما يقومون به من ترويع للأهالي، وتهجم على منازلهم، وسرقة، مما دفع كثير منهم إلى هجر ديارهم والنزوح إلى أماكن أخرى. ولفت المواطنون إلى أن المعاناة بدأت منذ عام 1418، وأخذت تتنامى في ظل غياب متابعة الموقع من قبل الجهات المعنية. من جهته أوضح مدير فرع الزراعة في محافظة المجاردة محمد بن عبدالله الغاوي، أن معظم من يقوم بقطع الأشجار وتدمير الغطاء النباتي هم من مجهولي الهوية، ويمتد تأثيرهم إلى مشارف النماص وتنومة. ولفت إلى أن كوادر الفرع تقوم بجولات لمراقبة الموقع، إلا أنها تحتاج إلى تعاون الإدارات الحكومية الأخرى، فيما كشف عن تواطؤ بعض المواطنين مع المجهولين من خلال التستر عليهم، وتشغيلهم بأجور زهيدة، مناشدا مشايخ القبائل وأعيانها بضرورة التعاون مع الجهات الحكومية للحد من تواجد المجهولين وسرعة الإبلاغ عن مواقعهم، والمركبات التي تحمل الفحم، وبما يعمل على حفظ المنطقة من تجاوزاتهم. ويؤكد محافظ المجاردة مغدي بن مسفر الوادعي، أنه جرى الرفع عن المخالفات والتعديات على الغطاء النباتي في قرى محبة بني شهر، من قبل مجهولين وقيامهم بالاحتطاب الجائر والتفحيم بل والتعدي على ممتلكات المواطنين.