خالف وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، البروتوكولات الرسمية، ليدلف لحفل شركة أيسوزو في المدينة الصناعية الثانية بالدمام أمس، خلف مقود أول شاحنة يابانية مصنوعة في السعودية، ويصعد بها المنصة. ظهور الوزير في الحفل كان أكثر تميزا من رقم "12" الذي تكرر كثيرا، حين دخل الساعة 12 تماما في اليوم 12 في الشهر 12 من عام 2012. الربيعة الذي بدا فرحا محتفلا بالحلم الذي تحقق كما يروي منذ أن كان يتولى إدارة هيئة المدن ومناطق التقنية ومفاوضا رئيسا مع اليابانيين لجذبهم صناعيا منذ أكثر من عامين، قوبل بعاصفة من التصفيق على تخليه عن الرسمية، فيما حياه اليابانيون بطريقتهم المعهودة. وفي تصريح إلى "الوطن" قال الربيعة: إن افتتاح المصنع الياباني خطوة في طريق الألف ميل، مؤكدا حرص الوزارة على التوجه بنقل التقنية والتصنيع الكامل إلى الأراضي السعودية. ولفت إلى أن السيارة الأولى التي صنعت في المملكة، استخدمت منتجات سعودية مثل البطاريات وبعض الأجهزة، فيما بقية محركات السيارة جاءت من اليابان، مبينا أن وجود البنية التحتية الصناعية والبيئة والأسواق والخدمات والحوافز أقنعت الشركات الكبرى في افتتاح مصانع لها في المملكة، كما حديث مع لاند روفر وأيسوزو، حيث ستسهم الشركة الأولى بنحو 4 آلاف وظيفة فيما الثانية ستوفر في المرحلة الأولى 800 وظيفة. وأوضح أن مصنع أيسوزو في المملكة سيمد السوق بنحو 900 سيارة العام المقبل، ويرتفع العدد للوصول إلى 25 ألف سيارة بحلول 2017. وعن توجه الوزارة بإنشاء مدينة صناعية مخصصة للسيارات، أكد الربيعة أن الوزارة تدرس الموضوع، ويهمها دعم الصناعات ذات القيمة المضافة العالية على الاقتصاد السعودي، مشيرا إلى أن معدل النمو الصناعي السعودي ضعف نمو الناتج الوطني، مما يعني استمرارية دعم الصناعات ذات القيمة المضافة مثل صناعة السيارات. وأكد أن قيمة مكونات السيارة الواحدة من الحديد والبلاستيك وغيرها لا يتجاوز 6 آلاف ريال فيما تركيبها ودمجها يصل إلى 120 ألفا كقيمة للشاحنة، وهو ما يمثل 40 ضعفا من قيمة المواد المدخلة. وأفاد أن انخراط بعض خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من الدارسين في اليابان في صناعة السيارات هدف آخر، مبينا أن توجه الدولة لنقل الصناعة في المملكة إلى مصاف الدولة الصناعية المتقدمة. وأبان أن واقع العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة واليابان يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين، حيث امتدت العلاقات لأكثر من 55 عاما، وتعتبر اليابان ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والشريك التجاري الثاني للمملكة. وأوضح أن الوزارة وهيئة المدن الصناعية وشركة أيسوزو اتفقت قبل عامين على إنشاء مصنع متكامل لإنتاج سيارات وشاحنات النقل الخفيف والمتوسط والثقيل، حيث مدت "مدن" المصنع بأرض مساحتها 120 ألف متر مربع في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، لإقامة هذا المشروع مشيرا إلى أن خطة الشركة تستهدف تصدير 9800 شاحنة بنهاية الربع الرابع في 2017 انطلاقا من الأراضي السعودية، مما يمثل 40% من الإنتاج إلى الأسواق العالمية. من جانبه قال المدير العام المكلف ل"مدن" المهندس صالح الرشيد، إن المملكة تفتح ذراعيها لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية للاستثمار الصناعي في السوق السعودي، والاستفادة من منظومة الحوافز والمقومات التي تمتلكها السعودية، والتي تتميز بها عن عدد من الدول، وتهدف إلى بناء صناعة متينة وطنية محفزة لتكون خيارا إستراتيجيا للمملكة، مفيدا أن "مدن" تعمل باستمرار على دعم الصناعات الإستراتيجية التي تستحدث، وتصنع منتجات أساسية لم تكن تصنع في المملكة الوطني. فيما قال رئيس شركة أيسوزو اليابانية سوسومو هوسوي، إن الشركة عازمة على زيادة طاقتها الإنتاجية في المصنع لتصل إلى 25 ألف سيارة نقل خفيف عام 2017، مطابقة للمواصفات والمقاييس وملائمة للأجواء المناخية في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع تكمن في استقطاب أكبر عدد من الشباب السعودي، الذين سيتم تدريبهم في المعاهد المتخصصة، منها المعهد السعودي الياباني، وبعض المعاهد المتخصصة في صناعة السيارات، إضافة إلى ابتعاث عدد منهم إلى اليابان. وذكر أن الشركة ستقوم بتصدير 40% من إنتاجها إلى دول الخليج، بعد تغطية حاجة السوق السعودية، الذي وصفها بسوق مشجعة لجميع الشركات الصناعية العالمية، مضيفا أن الشركة تقوم بإنتاج 600 ألف سيارة سنويا، تصدر لأكثر من 100 دولة في العالم، نصيب المملكة منها أكثر من 10%، مشيرا إلى أن السوق السعودية بحاجة إلى أكثر من 50 ألف سيارة نقل سنويا.