فيما جددت المملكة اعترافها بالائتلاف الوطني السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري، أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر أصدقاء سورية بمراكش أمس، تبرع حكومة خادم الحرمين الشريفين ب 100 مليون دولار كمساعدات تخفف من معاناة الشعب السوري وتوزع بواسطة الائتلاف الوطني ولا تشمل المساعدات الشعبية المستمرة. وطالب الفيصل بتوحد المعارضة السورية لإزالة أي مبرر لاستمرار الانقسام الحاصل في المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية، ولإيجاد صيغة للحل تستند إلى خيارات الشعب نحو الانتقال السلمي للسلطة بعد أن فقد نظام بشار الأسد مشروعيته. وشهد اجتماع مراكش دفعة معنوية للائتلاف تمثلت في إعلان 133 دولة أنه الممثل الوحيد للشعب السوري. ميدانيا استهدفت 3 تفجيرات وزارة الداخلية في دمشق وأوقعت قتلى وجرحى، في حين أكد التلفزيون الرسمي أن وزير الداخلية وكبار الموظفين بخير. جدد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل اعتراف المملكة بالائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، مؤكدا أن المملكة ترى في توحد المعارضة ما يزيل أي مبرر أو ذريعة لاستمرار الانقسام الحاصل في المجتمع الدولي حيال القضية السورية. وأعلن في كلمة أمام الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي أنهى أعماله أمس، في مراكش عن تبرع حكومة خادم الحرمين الشريفين بمئة مليون دولار كمساعدات عن طريق الائتلاف الوطني للتخفيف من معاناة الشعب السوري، "وهذا لا يشمل المساعدات الشعبية المستمرة. وكلنا أمل في أن تساهم الدول المشاركة بسخاء في هذا المجال". وقال الفيصل إن تدهور الأوضاع في سورية بلغ حدوداً قصوى، وتجاوزت المعاناة الإنسانية ما لا يمكن تحمله أو السكوت عنه. وأصبحت الآلة الحربية للنظام أكثر شراسة وتدميراً. وتابع "زد على ذلك أننا نقف الآن على أعتاب إمكانية استخدام السلاح الكيميائي في هذه الحرب الضروس، مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من عواقب وخيمة ونتائج رهيبة". وأضاف الفيصل "مع متابعتنا لهذا المشهد المأساوي الذي تتعاقب فصوله على امتداد ما يقرب من العامين يبرز لنا بصيص أمل هذه الأيام يتمثل في تشكيل ائتلاف للمعارضة هدفه انضواء كافة الفصائل تحت قيادة موحدة، وكلنا أمل في أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح يتضمن حقوق جميع أبناء الشعب السوري بكافة أعراقه وفئاته وأقلياته". وأضاف أن الحقائق أمام مجلس الأمن باتت واضحة، كما أن مسؤولياته محددة بموجب ميثاق الأممالمتحدة، وأهمها مسؤوليته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي لا ينبغي عليه أن يتحول إلى ساحة للمنافسة أو مكاناً لتصفية الحسابات بين أعضائه الدائمين، وحيث إن المبعوث الدولي مكلف من قبل مجلس الأمن لمعالجة الملف السوري فإن قدرته على أداء مهمته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوحدة المجلس وفعاليته في التعاطي مع هذا الملف. وحول الحالة الإنسانية في سورية، أكد الفيصل أنها "محور اهتمامنا وشغلنا الشاغل، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع وازدياد عدد النازحين. ويتعين علينا في هذا الصدد أن ننوه بكل جهد يسهم في التخفيف من حدة هذه المشكلة، مؤكدين حرص المملكة على دعم هذه الجهود، كما أن من الضرورة بمكان تكثيف هذه الجهود ومضاعفتها عبر عمل دولي جماعي تشارك فيه المنظمات الإنسانية". إلى ذلك أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ عن تطلعه إلى أن يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمة نحو وقف دوامة العنف في سورية وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديموقراطية والحرية واحترام سيادة سورية. وقال الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في الاجتماع تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني٬ إنه يعلق "آمالا كبيرة على النتائج الإيجابية المتوخاة من هذا الاجتماع والقيمة المضافة الملموسة التي نتمنى أن تقدمها هذه "المجموعة" الفاعلة على درب تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة ودعم مسلسل الانتقال السياسي بهذا البلد، وحشد الطاقات لتأمين إغاثة إنسانية عاجلة لمئات الآلاف من السوريين المنكوبين داخل سورية وخارجها". وطالبت القوى العالمية التي اعترفت بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً وحيداً للشعب السوري، الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، فيما وجهت رسائل حذرته خلالها من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية وأن الأمر "رد جدي". وقال سعد الدين العثماني للصحفيين بعد اختتام اللقاء الذي حضره ممثلون عن 133 بلدا "اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد" للشعب السوري. وأشار العثماني إلى أن اللقاء المقبل لمجموعة أصدقاء الشعب السوري سينعقد في إيطاليا، في يوليو الماضي. وطالب رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب المجتمع الدولي باتخاذ خطوة حاسمة ضد النظام السوري، وأداء واجباته تجاه الشعب السوري من خلال الاعتراف بالائتلاف ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب، وتقديم الدعم المالي والإنساني اللازم له. وقال إن الائتلاف يطالب أيضا بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة وتسهيل إجراءات تنقل وعمل السوريين في دول العالم، إضافة إلى إعداد الملفات اللازمة لتقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في حق السوريين للمحكمة الجنائية الدولية. ودعت قطر الأسد للإقرار بأن المعارضين سيهزمونه في نهاية المطاف، وحثته على التنحي لتجنب المزيد من إراقة الدماء. وقال رئيس الوزراء، وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن ما حدث يكفي، داعيا الأسد لاتخاذ قرار شجاع بالتنحي لوقف إراقة الدماء والدمار والانسحاب من أجل السماح لأبناء الشعب السوري بإقامة حكومة ودولة يعتقدون أنهما مناسبتان. واعتبر أن النتيجة واضحة، لكنه تساءل عن كمية الدماء التي يتعين على السوريين دفعها لتحقيق هدفهم. ومن جانبه قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيج إن الرئيس السوري لا يمكنه كسب المعركة المستمرة منذ 20 شهرا. وأضاف "حان الوقت لأولئك الموجودين في النظام لاتخاذ قرار بوضع حد لما يحدث. أقول لهم تعرفون أنكم لن تنجحوا". إلى ذلك طالب منذر ماخوص، سفير الائتلاف الوطني السوري لدى فرنسا في حديث ل"الوطن" أمس على هامش الاجتماع، الدول العظمى بالاعتراف بالائتلاف مُمثلاً وحيداً للشعب السوري، واعتبر ذلك أمراً يُسهم في تعزيز عمل المعارضة لإنهاء الأزمة التي يزداد وضعها سوءا يوماً بعد يوم. وكان وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية قد دعا الخطيب لزيارة واشنطن. وقال "لقد وجهنا الدعوة لمعاذ الخطيب ولقيادة الائتلاف الوطني من أجل القيام بزيارة إلى واشنطن في أقرب فرصة".