أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن الحكومة السعودية ستتبرع بمئة مليون دولار للشعب السوري، مشدداً على أن الوضع الإنساني في سوريا محور اهتمام المملكة في ظل تفاقم الأوضاع. وأكد أن النظام السوري فقد مشروعيته بالكامل، معلناً الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً للشعب السوري، لافتاً إلى أن آلة النظام الحربية أصبحت أكثر شراسة. وأضاف، في مؤتمر مجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في مدينة مراكش المغربية أن تشكيل الائتلاف الوطني السوري أعطانا فرصة أمل جديدة. أما رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم فأكد أن المجتمع الدولي اليوم أكثر استعدادًا لدعم الشعب السوري من أي وقت مضى. وأضاف أن الشعب السوري على أبواب استكمال نصره وإسقاط نظام الأسد، وتوحّدت المعارضة السورية بجناحيها العسكري والسياسي". وأشار إلى أن الاعتراف بالائتلاف السوري هو "خطوة ضرورية يليها التحضير للمرحلة الانتقالية وتأمين انتقال السلطة في سوريا، وهي المهمة الأساسية للمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعدما أضحى من المحسوم نهاية نظام الأسد". واختتم كلمته باقتراح عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار سوريا ودعم اللاجئين السوريين. وكانت مجموعة أصدقاء الشعب السوري المعارضة لنظام بشار الأسد، أعلنت اليوم الأربعاء، أنها تعترف بائتلاف المعارضة السورية "ممثلاً شرعياً" للشعب السوري. من جهته، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب الأقلية العلوية في بلاده إلى شن حملة عصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد، الذي ينتمي لهذه الأقلية. وقال الخطيب "أوجه رسالة مباشرة إلى الأخوة العلويين ونقول بكل صراحة إن الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا". وتابع مشدداً على أن المعارضة ستحمل القوى العالمية، خاصة روسيا، المسؤولية إذا استخدم الأسد أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة، ووجه حديثه لإيران قائلاً: "نطالب النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سوريا". من جانبه، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني الحاضر في مراكش، إن الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل "تقدما حقيقيا". وأضاف أن "النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة، وفي حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح، بل سيركز على المساعدات الإنسانية". إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا ليست مستعدة بعد لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح، رغم تشكيل مجلس عسكري جديد للمعارضة. وقال للصحفيين قبل الاجتماع "قررنا في الوقت الراهن عدم التحرك. وسنرى خلال الأشهر القليلة القادمة". وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري، 130 دولة عربية وغربية ومنظمة دولية، إضافة إلى ممثلي المعارضة. ويعتبر لقاء مراكش الذي يعقد اليوم الأربعاء، الأول منذ الاجتماع الذي أعلن خلاله عن توحيد المعارضة السورية. وكانت كل من فرنسا وبريطانيا، اعترفت بالائتلاف الجديد لتليها أمس الثلاثاء الولاياتالمتحدة.