أغلق ملف نزلاء التأهيل الشامل بمنطقة تبوك في مبنى لدار الملاحظة، بعد أن تم تحويله إلى مقر جديد للنزلاء نتيجة عدم صلاحية المبنى القديم نظرا للتصدعات التي ظهرت فيه، وبالتالي اضطرار المركز لإرسال النزلاء إلى مركز المدينةالمنورة كحل مؤقت لحين توفير بديل، فيما دفع ثمن تلك الخطوة 9 من النزلاء كانوا قد توفوا في ظروف مختلفة، أثناء إقامتهم في مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة عقب وصولهم من تبوك. البداية تسببت عملية نقل النزلاء من تبوك إلى المدينةالمنورة في بعض السلبيات التي راح ضحيتها عدد من "المعاقين"، فيما شهد مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة عدداً من الحوادث التي تعرض لها نزلاء تبوك، والتي دعت وزارة الشؤون الاجتماعية لتكثيف زيارات المسؤولين من الوزارة لمركز تأهيل المدينة، وصدور قرارات إدارية من بينها عزل مدير مركز التأهيل السابق خالد الزغيبي. وتباينت نتائج التحقيق في الحوادث، منها ما كان سببه الإهمال، وآخر لضعف الرقابة، وثالث لعنف بعض العاملين بالمركز مع النزلاء. وكانت من بين الحوادث وفاة نزيل استطاع الهرب من المركز إثر سقوطه من جسر على طريق الملك عبدالله الدائري على أعمال بناء، ووفاة آخر نتيجة ابتلاعه لقفاز "جونتي" بلاستك ترك بالقرب منه أثناء تناوله إحدى الوجبات، وتعرض بعضهم لحروق وجروح وسقوط نتج عنه تكسر أسنان إحدى النزيلات، بسبب إهمال المراقبين وتركهم للنزلاء دون رعاية. مراسم العودة بعد عام من معاناة النزلاء وأهاليهم، أمر خادم الحرمين الشريفين بنقل نزلاء تبوك عبر تخصيص طائرتين ملكيتين خاصتين من نوع "جامبو" لنقل المعوقين على دفعتين من المدينةالمنورة إلى "دار الرعاية الاجتماعية"، التي تم تجهيزها وإعدادها بشكل مناسب لتكون بديلاً للمركز القديم، وذلك تسهيلاً على المعوقين وراحتهم أثناء نقلهم وليكونوا قريبين من أسرهم. حيث وصلت أول دفعة الخميس قبل الماضي، 29 نوفمبر، والبالغ عددهم 105 معاقين برفقة أربعين مرافقاً وطاقماً طبياً وإدارياً مجهزاً بمعدات وأجهزه طبية كاملة ومخصصة للمعوقين، وذلك من أجل تأمين الراحة والسلامة للمعوقين، فيما وصلت الدفعة الأخيرة أول من أمس على طائرة خاصة حملت على متنها 124 معاقاً. ما بعد الاستقرار وأكد مدير مركز التأهيل الشامل بمنطقة تبوك، أسعد أبو هاشم، أنهم استغرقوا أكثر من 3 أشهر في تعديل مبنى دار الملاحظة الذي أصبح الآن مركزا للتأهيل الشامل بالمنطقة. ومن تلك التعديلات التي أدخلت على المبنى، عمل مداخل ومخارج خاصة بالنزلاء، إضافة إلى استحداث أبواب طوارئ جديدة، وعمل دورات مياه مجهزة للمعاقين. وقال: زارنا في المركز أكثر من ثلاث لجان للاطلاع على التعديلات واقتراح تعديلات، حتى وصلنا إلى الشكل النهائي للمبنى، وأيضا باشر الدفاع المدني زيارتنا ورأى ما قمنا به من تعديلات، وأضاف "بحول الله أصبح المركز الآن جاهز تماما"، مؤكدا أن المبنى ملائم تماما من ناحية التجهيزات الإنشائية، والأجهزة الطبية، وأجهزة العلاج الطبيعي. وعما يحتاجونه في المركز أفاد أبو هاشم بأن الوزارة وفرت كل ما يحتاجونه، وهي دائما ما توفر كل ما يحتاجه المعاق بشكل عاجل، ولاسيما المعاقين المقيمين في المركز، وقال " ومن ضمن هذه الأشياء أيضا توفير إعانات مالية للمعاقين، إضافة للتأشيرات التي يحتاجها المعاق مثل السائق والممرضة"، موضحا أن كل نزلاء المركز والبالغ عددهم نحو 245 نزيلا وصلوا إلى تبوك، ولم يتسبب نقلهم في أية مشاكل، ولم يصابوا بأي مكروه في رحلتهم الأخيرة من المدينة. وعن رأي أولياء الأمور قال أبو هاشم "زارنا أكثر من شخص ممن توفي لهم أقارب في المدينة وشكرونا على ما قدمنا لهم سابقا". مسؤولية المقاول وأكد مدير مركز التأهيل الشامل بتبوك أن كل ما كتب في الصحافة عن المركز من "مانشتات" لم يكن مفبركا، مشيرا إلى أن هناك عددا من اللجان الهندسية والاستشارية زارت المبنى وعملت بعض الاختبارات الإنشائية عليه، لرفع تقرير للوزارة بخصوصه. وقال: لم نطلع على هذه التقارير، لأننا لسنا أهل اختصاص، وأضاف "على حسب نتائج التقرير ستكون المحاسبة، ولو ثبت شيء على المقاول فسيتحمله بلا شك". فيما نقلت تقارير صحفية ملاحقة الشؤون الاجتماعية لمقاول مركز التأهيل الشامل بتبوك قانونيا، إضافة إلى ملاحقة المكتب المشرف فنيا وهندسيا، حسب ما ورد على لسان وكيل الوزارة المساعد للرعاية الاجتماعية إبراهيم عبدالله المجلي.