رغم ما تحمله كلمة "النصيحة" من معان محمودة ومألوفة، إلا أن تلك الأوصاف لا تنطبق عليها دائماً، وهو ما دعا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لعقد مؤتمر يبحث المنطلقات والأبعاد وراء النصيحة، يشارك فيه مختصون من أكثر من 16 دولة، ويرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. وفي تصريح ل"الوطن" أكد رئيس اللجنة العلمية عميد كلية الدعوة الإعلام بالجامعة الدكتور عبد الله المجلي، أن هناك من يمارس النصيحة لأهواء وأغراض غير محمودة، إلا أن الغالبية تمارسها بالطريقة الصحيحة والأهداف السوية، قياماً بحقها وحباً للخير للآخرين، مشيراً إلى أن المؤتمر سيدرس أبعاد النصيحة والأغراض من ورائها. وأشار المجلي إلى أن المؤتمر يهدف إلى تقديم المعاني الصحيحة للنصيحة في ضوء التعاليم الشرعية وبيان ارتكازها على محبة الخير للناس وتوضيح أهدافها وغاياتها وبيان منهجها وطرقها ومجالاتها وأسباب نجاحها والمستفيدين منها ودراسة بعض التجارب فيها. وأوضح المجلي، أن المؤتمر يعقد في وقت أصبحت فيه النصيحة أمراً مهماً من جهة الفهم لمعناها، ومن جهة التطبيق لمقتضاها، ولحاجة الناس إليها في كل أحوالهم، وشؤونهم، علاوة على حاجتهم معرفة أهميتها وطبيعتها ومجالاتها وغاياتها وأهدافها، ومعرفة أساليبها ووسائلها وطرقها، وبيان ضوابطها الشرعية التي تمنع سائر التصرفات غير السوية في العلاقة مع الآخرين من الدخول فيها. وقال المجلي إن المؤتمر سيطرح أكثر من 126 بحثاً علمياً محكماً يشارك فيه علماء وباحثون من أكثر من 16 دولة، وسيمثل أهم المحاور مناقشة مسائل النصيحة المهمة في هذا الوقت، وأضاف " أصبح التواصل بين الناس أمراً ميسوراً وانتقال المعلومة فيما بينهم أسرع من أي وقت مضى، وصارت الآراء والأفكار والتصرفات تطرح غالباً لا يحكمها بالدرجة الأولى إلا قناعات الشخص نفسه ورقابته الذاتية".