لن يكون غدا يوما عاديا ل"الجداويين"، حيث سيكون موعدهم الأول مع كورنيشهم الشمالي بحلته الجديدة بعد نحو 18 شهرا من العمل المتواصل في مشروع التطوير، الذي يمتد من حرس الحدود جنوبا إلى ميدان النورس شمالا بقيمة إجمالية بلغت 180 مليون ريال. "الوطن" رصدت برفقة مدير إدارة الواجهة البحرية بأمانة جدة المهندس مجدي فؤاد، اللمسات الأخيرة لمشروع التطوير، والذي أكد أن المشروع نتاج عمل وجهد مشترك بين الأمانة والجهات المنفذة، ويعتبر واجهة حضارية لمحافظة جدة، كما أنه يعد نقلة نوعية لكورنيشها، واصفا المشروع بأنه "الأول الذي ينفذ بالوقت المقرر له تعاقديا". المشروع جهز بالكامل لذوي الاحتياجات الخاصة، يتضمن تنفيذ خدمات البنية التحتية بالمنطقة من كهرباء وماء وصرف صحي، فضلا عن تمديدات مياه الأمطار التي تم تغيير أقطارها من سمك 300 ملم إلى 1000 ملم؛ لتتحمل 5 ساعات من الأمطار الغزيرة المتواصلة، إلى جانب إنشاء ممشى بطول المنطقة موازٍ للبحر بعرض 8 متر مرصوف بالجرانيت القابل للتمدد. ويتضمن المشروع، حدائق ومسطحات خضراء ومناطق لألعاب الأطفال ومناطق للجلوس ودورات مياه وأكشاك ومطاعم بما يتناسب مع التصميم والاستخدام. وأوضح فؤاد أن الكورنيش الذي يمتد بطول 3.3 كيلو متر، يتضمن 899 موقفا للسيارات، تم تقسيم العمل فيه إلى 3 مراحل، كانت أولها تنفيذ التجمعات ومناطق للرياضة، فيما تم العمل في المرحلة الثانية على تجهيز الممشى، فيما تم في المرحلة الثالثة تجهيز 100 ألف متر مربع من المساحة الخضراء، وتركيب نظام ري أوتوماتيكي وتثبيت 1700 شجرة ما بين أشجار جوز الهند، اشنطونيا، والنخيل العربي. وبين أنه تمت إعادة هيكلة 24 مجسما، وبناء قواعد جديدة لها من الجرانيت، كما تمت إعادة ترتيب مواقع مجسمات الأبراج وتزويدها بإضاءة باللونين الأزرق والأحمر، فيما تم ردم البحر وعمل 4 سقالات مخصصة للصيادين، مع رصف الصخور وترتيبها يدويا من غير وجود فراغات لمنع القوارض من التواجد داخلها، إلى جانب تركيب لوحات إرشادية في كل منطقة كخرائط إرشادية، وتخصيص مواقف سيارات للجهات الحكومية والرسمية وذوي الاحتياجات الخاصة محددة بلون بلاط أحمر. وفي السياق ذاته، أرجأت أمانة جدة في مطلع الشهر الجاري، افتتاح الواجهة البحرية الجديدة 30 يوما، لاستكمال تشغيل أكشاك وبوفيهات خدمات الزوار، بعد أن تمت ترسيتها على عدد من المشغلين. وقال المشرف على مشروع تطوير الواجهة البحرية المهندس عبدالله العمري، في بيان أصدرته الأمانة في حينها، "انطلاقا من أهمية اكتمال كافة الخدمات والمرافق الخاصة بالكورنيش، فقد تم تأجيل الافتتاح عن موعده المحدد لشهر واحد، لضمان استكمال تشغيل الأكشاك والبوفيهات بعد أن تمت ترسيتها على عدد من المشغلين، إلى جانب الانتهاء من تشغيل دورات المياه التي يجري العمل بها وفق عقد منفصل عن عقود تطوير الكورنيش".