في الوقت الذي أكد محامي المعتقلين السعوديين بالسجون العراقية عبدالرحمن الجريس ل"الوطن" أنه حصل على وعد من السلطات العراقية بالعفو عن المحكومين ب"تجاوز"الحدود، كشف وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي عن تورط ضباط عراقيين برتب عالية في عمليات تعذيب للسجناء، معلنا استعداد بغداد لتسهيل عملية زيارة العائلات السعودية لأبنائهم المعتقلين. وشدد الأسدي في رده على أسئلة "الوطن"، على حق سلطات المملكة بإرسال قانونيين للوقوف على محاكمات مواطنيها الموقوفين لدى بغداد، مستبعدا وجود ترصد أو غموض في آلية المحاكمات. تعهَّد وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي بتمكين أي أسرة سعودية لديها الرغبة في زيارة أحد من ذويها المعتقلين في سجون بلاده من ذلك، وقال رداً على أسئلةٍ طرحتها "الوطن" عليه قُبيل مغادرته الأراضي السعودية عائداً إلى بلاده بعد زيارةٍ للمملكة "إذا كان هناك من يرغب في ذلك سنسهل له الزيارة، ونحن بانتظار أن تزودنا وزارة الداخلية السعودية بأسماء السجناء وذويهم الراغبين بزيارتهم، ونحن على استعداد أن نُلبي ذلك على عجل". وأعطى ضمانات بعدم تعرض عمليات تبادل السجناء مع المملكة لأي تعطيل. وتوقع إقرار الاتفاقية في القريب العاجل، وعلَّل الأسدي تأخير تصويت مجلس النواب على الاتفاقية إلى رفع مجلس الوزراء مشروع التصويت خلال إجازة رسمية للمجلس، واعتبر أن تنفيذ حكم الإعدام بحق بعض المحكومين كان سبباً رئيسياً في تأخير تنفيذ العملية. كما أقر بحق السلطات السعودية في حضور محاكمات مواطنيها في العراق، وقال "من حق الإخوة بالمملكة أن يُرسلوا أي فريق لحضور محاكمات السعوديين الذين لا يتجاوز عددهم 63 شخصاً طبقاً لكشوف وزارة الداخلية والعدل العراقية، وأؤكد على عدم وجود أي نوعٍ من الغموض في أي محاكمة أو تحقيق تعرض له سعودي معتقل لدى السلطات العراقية". وكشف أن سلطات بلاده تتحفَّظ على عدد من الضباط من ذوي الرتب العالية، لثبوت تورطهم في عمليات تعذيب سجناءٍ بالسجون العراقية. وقال "لدينا ضباط تورَّطوا في تعذيب بعض السجناء، سنحاكمهم قريباً، والقانون العراقي لا يستثني مسؤولاً أياً كانت رتبته إذا ثبت تورطه في تعذيب السجناء، ولدينا قضاء مستقل، وهناك أحكام قد تصدر بدون علم رئيس الوزراء لما يتمتع به القضاء العراقي من استقلالية". كما أكد إحباط سلطات بلاده وبشكلٍ يومي، عمليات تهريب أسلحةٍ للنظام السوري، قال عنها إنها ب "أضعاف ما يُنقل بالطائرات". وتحدى من يُثبت أن الحكومة العراقية، قد غضّت الطرف، أو تساهلت في عمليات تمرير أسلحةٍ للنظام السوري. واستند على ما قال عنه "اشتباكاتٍ يومية تدور بين قوات الحدود ومهربين من العراق وسوريا وكردستان، وأن السلطات العراقية تستولي على أضعاف ما يتم نقله من سلاح عبر الطائرات". ووعود "عراقية" بالعفو عن "متجاوزي الحدود" الرياض: عبدالله فلاح أعلن محامي المعتقلين السعوديين في العراق عبدالرحمن الجريس أن قضية موكليه تتجه إلى منعطف إيجابي بعد أن حصل على وعود وصفها ب "القوية" من وزارة الداخلية العراقية بشأن الاهتمام بشؤون المعتقلين، والسماح لعائلاتهم بزيارتهم وتفقد أحوالهم. وأوضح خلال اتصال مع "الوطن" عقب مغادرة وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي مطار الرياض مساءَ أول من أمس أنه قابل الأسدي وحصل على وعد شخصي بشأن المعتقلين السعوديين في العراق في القضايا المدنية، خصوصاً قضايا متجاوزي الحدود التي تشكِّل نسبة كبيرة من المعتقلين، كما قدم ضماناً شخصياً بالعفو بمجرد تقديم طلب رسمي بهذا الخصوص. كما طمأنه أيضاً بالاهتمام بشؤون المعتقلين السعوديين، خصوصا المرضى منهم وأنه تم الرفع بأسمائهم إليه، مشيراً إلى ترحيب وزارة الداخلية العراقية بحضوره شخصياً لجلسات محاكمات السعوديين هناك ومقابلتهم.