قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا: إن الاجتماع الثالث للفريق المعني بالسلام والحوار بين الثقافات، الذي عقد أخيرا بمقر المنظمة في باريس، يرمي إلى مناقشة مسألة رئيسية تتعلق بالسلام الدائم والتنمية المستدامة اليوم، وسبل إشراك الشباب وتمكينهم من تحقيق المزيد من العدالة والاستقرار والتنمية الشاملة في العالم". النقاش الذي حمل عنوان "بناء السلام: دور اليونسكو خلال العقد المقبل" ركز بوجه خاص على موضوع إشراك الشباب في بناء المجتمعات وإرساء السلام الدائم. وشددت بوكوفا على أهميته في وقت تعمل فيه اليونسكو على إعداد استراتيجيتها المتوسطة الأجل الجديدة للفترة 2014-2021. وشارك في الاجتماع عدد من نخبة صانعي القرارات والمفكرين والفنانين من مناطق العالم كافة، من بينهم المدير الرئيسي المعني بالمواطنة والشؤون العامة في شركة "مايكروسوفت"، والكاتب أمين معلوف عضو الأكاديمية الفرنسية، والحائز جائزة غونكور، ورئيس "مؤسسة مناشدة الضمير" في نيويورك، ونائبة رئيس جمعية "الانفتاح والتضامن والمثالية والاحترام، الرئيس المؤسِس "للمنتدى العالمي العام لحوار الحضارات. وتطرق المشاركون في الاجتماع إلى التكنولوجيات الجديدة التي توفر أدوات ووسائل للحوار والتعلّم التي لم يسبق لها مثيل. كما تناولوا دور اليونسكو في المساعدة على إعداد مضامين جامعة بكل ما للكلمة من معنى وضمان تكافؤ الفرص كي يرتكز هذا الحوار على مجمل آراء وخبرات الشباب من الثقافات كافة. وتم التركيز على دور اليونسكو في إعداد مناهج دراسية خاصة بالمهارات والقيم، وفي تدعيم الكفاءات في مجال الدراية الثقافية. وقال الأمير تركي الفيصل: إنه في حين تزداد دول العالم قرباً، يوجد نوع من انعدام الترابط فيما بينها. وفي السياق نفسه أكدت، إيرينا بوكوفا على ضرورة تحقيق التلاحم الاجتماعي وضمان الإنصاف لصون السلام والتنمية على حد سواء. مضيفة بحسب البيان الصادر بعد الانتهاء من الاجتماع أن: "البحث عن النمو السريع يجب ألا ينسينا القيم الأساسية التي يصعب قياس التأثير المترتب عليها ولكنها تكتسي أهمية جوهرية فيما يخص النهوض بالبشرية بوصفها مجتمعاً واحداً موحداً، وأن "دور اليونسكو يتمثل تحديداً في تعزيز وتدعيم التزام الجميع بهذه القيم المشتركة، ولا سيما في صفوف الشابات والشبان". ووجه الفريق الرفيع المستوى في هذا الإطار نداء قويا للمضي قدماً في العمل المتعدد الأطراف بمزيد من الفعالية. وسلطت بوكوفا الضوء على أهمية الشراكة القائمة بين اليونسكو وتحالف الحضارات، وعلى التزامها بتعميق هذه الشراكة أكثر فأكثر. يُذكر أن الفريق المعني بالسلام والحوار بين الثقافات هو منتدى أنشأته اليونيسكو في عام 2010 بمناسبة السنة الدولية للتقارب بين الثقافات. وتتمثل مهمة الفريق في مساندة اليونسكو في عملها عن طريق جمع وجهات نظر متنوعة من مختلف المناطق، وكذلك عن طريق إشراك مجموعة واسعة من الجهات المعنية. وكان من أبرز حضور الاجتماع رئيس مجلس إدارة "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" الأمير تركي الفيصل، ورئيس الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والممثل السامي المنتخب لتحالف الأممالمتحدة للحضارات ناصر بن عبد العزيز النصر من دولة قطر.