سجلت الفتاة السعودية حضورا مميزا في مجال التدريب، وسط مطالبات بدعم الفتاة المدربة، ونشر ثقافة التدريب في الأوساط النسائية، كي تتمكن المرأة من تطوير ذاتها، ومواكبة التطور المتسارع في المجتمع. يأتي ذلك مع تحقيق عدد من الفتيات أحلامهن بالحصول على درجة "مدرب معتمد"، ليبدأن مرحلة جديدة لتطوير مهارات بنات جنسهن. تقول المدربة حياة عويض الوقداني، إن "التدريب بالنسبة للفتاة عالم من الإبداع والعطاء، فمع تعدد العلوم ومجالات المعرفة بات التدريب مطلبا مهما، مضيفة أن الفتاة السعودية قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وإن واجهتها بعض الصعوبات، مشيرة إلى احتياج المرأة للتدريب خاصة في مجالات الصحة، والسكرتارية، وإدارة الأعمال". وترى المدربة أميرة المولد، أن سوق العمل يحدد المجالات التي تحتاجها المرأة في التدريب، مضيفة أن الفتاة تحتاج إلى دورات التطوير الذاتي، وخاصة أسس التفاعل والحوار وتطوير المهارات، لأهميتها في التعاملات اليومية. وعن الصعوبات قالت: إن "أكثر المعوقات التي تواجه الفتاة السعودية كمدربة هي النظرة العقيمة لها من قبل بعض الرجال، الذين يشككون في قدراتها في هذا المجال، وعدم تقبل بعضهم لمشاركة الفتيات معه في تقديم الدورات التدريبية. إضافة إلى خجل المرأة من الجوانب المختلفة في مجال التدريب. من جانبها قالت سكرتيرة معهد للتدريب النسائي نجلاء الثمالي، إن الفتيات أكثر طلبا لدورات اللغة الإنجليزية، ودبلوم الحاسب الآلي، مشيرة إلى أن المعهد يستضيف مدربين معتمدين من قادة المستقبل وغيره لإعداد دورات مختلفة. وبينت أن "المعهد يعقد دورات لمختلف الأعمار، ولكن في مجال الأطفال نحتاج إلى المكان والمادة ومدرب يستطيع التعامل مع الفئات الصغيرة، ونوهت بأهمية تقديم دورات لإبراز جهود وإبداعات الأطفال ونواحي القصور لديهم تشترك فيها إدارات التعليم المختلفة. وقالت مديرة معهد مقلة للتدريب النسائي عالية العبسي، إن "الفتيات السعوديات تفوقن كمدربات، وأغلبهن في الجامعات والمرحلة الثانوية، ولديهن وعي كامل، ولكن الكثير منهن يفتقدن الهدف الذي يسعين إليه"، مشيرة إلى أقل من 3% لديهن هدف محدد. وأكدت حاجة المجتمع للمدربة السعودية، ونشر ثقافة التدريب والتطوير بين النساء، وانتقدت بعض الفتيات اللائي ينخرطن في دورات اللغة الإنجليزية، والكمبيوتر، وإدارة الأعمال، لأن سوق العمل فرض عليهن ذلك، بعيدا عن الهدف الأهم وهو المعرفة والخبرة والتطوير الذاتي"، واتفقت مع الرأي الذي يشير إلى قصور في مجال تدريب الأطفال. وترى رئيس مجلس إدارة "فتاة ثقيف" الخيرية بالطائف الأميرة الجوهرة بنت فيصل، أن الفتاة السعودية تخطت مراحل متقدمة في العمل كمدربة حتى خارج المملكة، ولكنها ما زالت تحتاج للاحتواء والدعم، مؤكدة على دور التدريب المهم في النهوض بالمجتمع، ودعت إلى نشر ثقافة التدريب بين أفراد المجتمع، مشيدة بجهود القطاع الخاص في هذا المجال.