يرعى اليوم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتّحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي وبحضور الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي انطلاق المؤتمر الحادي عشر لمؤسسة الفكر العربي "فكر11" تحت عنوان" المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية". ويأتي المؤتمر هذا العام استكمالاً للطروحات التي أطلقها مؤتمر فكر في دورته العاشرة في دبي، والتي ناقشت تأثير الربيع العربي وما بعده، ليناقش تلك التأثيرات على نمط العلاقة بين المواطن والدولة في القرن الحادي والعشرين، وينظر إلى طموحات المواطن من دولته، وإلى نظم الحوكمة في الدول، ومدى قدرتها على الانتقال من مفهوم "السلطة" إلى مفهوم "الخدمة"؛ الأمر الذي يجعل مستوى أداء الحكومات يُقاس بمدى نجاحها في تقديم الخدمات، وقد جاء اختيار عنوان مؤتمر فكر11 "المواطن والحكومات: رؤية مستقبليّة" انعكاسًا للواقع وتصويراً للمخاض الذي تمرّ به الأمة العربية، وقد أرادت مؤسّسة الفكر العربي، أن تطرح شكل الحكومات التي تعبرّ عن آمال المواطن وطموحاته، واضعة بين يدي مثقّفيها ومفكّريها موضوعاً في غاية الأهمية، وهو علاقة المواطن بحكوماته بعدما تغيّرت قواعد هذه العلاقة وتبدّلت أدوات الاتّصال. كما يناقش المؤتمر الأشكال المختلفة للعلاقة بين المواطن والدولة من خلال تجارب حكومية بارزة استطاعت أن تتغلّب على تحدّيات تلك العلاقة وإشكاليّاتها، وأن تطرح آليّات جديدة لتقديم الخدمات الحكومية. وتنعقد بعد الافتتاح الجلسة الرئيسة بعنوان "تجربة دبي"؛ ثمّ يلقي ممثل شركة أرامكو السعودية (الشريك الراعي) كلمة الشركة، قبل الانتقال إلى الجلسة الرئيسة الثانية بعنوان "الوطن العربي 2020: التنمية ومستقبل الحكومات"، يليها عرض ملخّصات بحوث ودراسات تتعلّق بإحداث 11 مليون وظيفة، وجلسة أخرى عن دور الإعلام وشفافية الحكومات. اليوم الثاني يبدأ على المنوال نفسه، في ثلاث ورشات تدريبية متزامنة وتحمل العناوين التالية على التوالي: "كيف تتنافس الدول؟ الميزة التنافسية للدول العربية"، و"نحو صنع سياسات عامّة تشاركية: إشراك أصحاب المصلحة المباشرة" و"إنتاجيّة أكثر بكلفة أقلّ: حكومة أصغر لخدمات أفضل". بعد استراحة قصيرة يشهد المؤتمر جلستين عامتين: "التنافس والتعاون – ما وراء حدود الوطن"، و"العمل الخيري في الوطن العربي... في سبيل خدمات أفضل للمواطن"، ثم تختتم فعاليات المؤتمر رسميًّا بكلمة مؤسّسة الفكر العربي الختامية، قبل أن يُقام حفل توزيع جوائز الإبداع العربي التي تمنح سنويا إلى مبدعين عرب في سبعة مجالات مختلفة (الإعلام، الأدب، الفن، الاقتصاد، الاجتماع، العلوم والتكنولوجيا). وفي سياق آخر، اطلع نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مكونات وأهداف المبادرة التي أطلقتها مؤسسة الفكر العربي أمس تحت مسمى "لننهض بلغتنا" والذي يعنى بخدمة اللغة العربية وترسيخ أسس التعاون والتشاور بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية في الدول العربية لخدمة هذا الهدف الوطني والقومي النبيل مؤكدا أن هذا العمل تكاملي وليس تنافسيا بين جهة وجهة معنية بهذا الأمر، لأن الهدف واحد وهو خدمة وحماية لغتنا العربية. جاء ذلك خلال استقباله في قصره بزعبيل ظهر أمس رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل. وتبادل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمير خالد الفيصل الحديث حول عدد من المواضيع المشتركة بين البلدين الشقيقين. كما تطرق الحديث إلى المساعي الحميدة والمبادرات الخيرة التي تصب في خدمة اللغة العربية وتعميمها وتبسيطها في المدارس والجامعات والمعاهد العربية.. إذ أشاد الأمير خالد الفيصل بمبادرة ميثاق اللغة العربية التي كان حاكم دبي قد أطلقها قبل نحو عام لدعم اللغة العربية في جامعات ومدارس الإمارات ومعاهدها وترسيخ مفهوم اللغة الأم في نفوس وقلوب الأجيال الناشئة وحماية لغتنا من النسيان. كما أشاد الأمير خالد الفيصل بالنهضة الشاملة التي يعيشها شعب الإمارات في ظل قيادته الحكيمة منوها بما وصلت إليه مدينة دبي من مستويات عالمية إن في مجال بناء البنى التحتية أو في مجال التكنولوجيا والإعلام والثقافة وتوفير كل سبل الاستقرار للمستثمرين ورجال الأعمال مؤكدا أن الإرادة القوية مع الإدارة الحكيمة والجيدة تثمران إنجازات عظيمة كما في دبي.