أكد الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أن المعارضة السورية أصبحت على قلب رجل واحد، موضحا في تصريحات ل"الوطن" أنه "لا حجة بعد اليوم لعدم تسليحها". وأضاف "الاعتراف بالمعارضة، بات أمراً لا مفرّ منه". اعتبر المعارض السوري عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الدكتور برهان غليون في تصريحات إلى "الوطن"، أن اعتراف الدول التي تضع نفسها في خانة أصدقاء الشعب السوري بات أمراً لا مفرّ منه، بعدما أصبح الائتلاف المظلة السياسية الشرعية لما وصفه ب"الكفاح السوري". وعد غليون تشكيل الائتلاف الوطني السوري الكيان السياسي المنبثق عن كافة أطياف المعارضة السورية، بمثابة وسيلةٍ لانخراط من أطلق عليها "دولاً مُترددة" في دعم كفاح الشعب السوري في منافحته ومواجهته استبداد النظام الوحشي، أي نظام الأسد. وقال في اتصال هاتفي مع "الوطن" إن "الائتلاف يعتبر وسيلة لإزالة الانقسام أو التردد الذي تعيشه بعض الدول في دعم قضية الشعب السوري، وللانخراط في الوقوف ودعم القضية السورية. أجد أن ذلك سيعطي دافعاً أكبر وانخراطا أكبر بمعركة الشعب السوري". ولم يقطع الرجل الأمل في إعادة الدول، التي قال عنها إنها مترددة، النظر في دعم الائتلاف الوطني، الذي رأى أنه كيان سياسي "مُتماسك وقادر على الصمود"، وسيصل للتحرر من نظام الأسد "الطاغي" بدعمٍ ومساندةٍ من الشعب السوري، الذي عزم الأمر على الخلاص من النظام الأسدي "الإرهابي"، طبقاً لتعبيره. ووضع الاعتراف بالكيان السياسي في خانة "قطع شريانٍ أو عزلٍ للنظام السياسي في دمشق"، بل يعتبر مقدمةً لنفي الاعتراف بالنظام الأسدي، أو كما قال عنه "النظام السابق"، مُعللاً ذلك بالقول "إذا تولت المعارضة مهام النظام السوري سياسياً ودبلوماسياً، سيكون ذلك خطوةً لإضعاف النظام الأسدي، هذا أمر يجب أن يُفعّل بأسرع وقت ممكن من قبل المجتمع الدولي، ومن أصدقاء الشعب السوري على وجه الخصوص". وحول تسليح المعارضة، الذي تعترض عليه بعض القوى كالولايات المتحدة وألمانيا، وهو الأمر الذي حضر بقوة خلال حديث غليون إلى "الوطن"، قال "إن لم يتم تسليح المعارضة ستُدمر البلد، وسيزداد الضحايا، لا سيما أن المعارضة التي كانت نوعاً ما تعيش انقساماً باتت الآن أكثر توحداً، في السابق كان الانقسام ذريعة لدولٍ مترددة، الآن انتفى الانقسام وبتنا على قلب رجلٍ واحد، ولم يعُد هناك ذريعة أو مُسبب للتراخي في دعم الشعب السوري وتسليحه لمواجهة النظام الأسدي الحاكم". وبالنسبة إلى الانقسام في صفوف المعارضة، الذي يقول عنه غليون إنه أصبح من الماضي، قال "لم يكن هناك انقسام في المجلس الوطني، بل كان هناك اختلاف وانتقادات متبادلة بين شخصيات المعارضة لكن بالمُجمل لا يوجد اختلاف، المعارضة والشعب مع إسقاط النظام بأي ثمن، بدليل أن الشعب قدم ضحايا كثيرة وعنده استعداد أن يضحي أكثر، نحن نقول لا حوار مع بشار، المفاوضات التي يجب أن تبدأ يجب أن تتركز حول الانتقال لنظامٍ ديموقراطي جديد، هذه نقاط وأساسيات واضحة والمعارضة متفقة عليها مع الشعب السوري". واعترف الرجل بوجود صراعاتٍ بين أعضاء المجلس الوطني السوري "في السابق" على مواقع قيادية، وأن هناك من لدية حساسية مع الآخر، لكنه قلل بذات الوقت من أهمية تلك الاختلافات، لكنها استخدمت من قبل بعض الدول المترددة ذريعةً في التراخي في دعم قضية الشعب السوري.