فرغت جهات الاختصاص في أمانة الأحساء من إعداد الدراسات العلمية للبدء في تنفيذ مشروع "التعبيد البارد" وذلك بهدف خفض درجات حرارة "الطرقات" في مدن وقرى المحافظة، وذلك من خلال زيادة نسبة "السطوح البيضاء" التي تعكس أشعة الشمس بشكل كبير، باستخدام ألوان فاتحة للأسطح واستخدام مواد باردة تسمح بالتهوية للطرق والأرصفة، وتسمح بتصريف المياه بسلاسة أثناء حالات الطقس المختلفة. وأوضح وكيل أمين الأحساء للخدمات المهندس عبدالله العرفج في تصريح إلى "الوطن" أن تلك الخطوة من شأنها إيجاد حل مناسب لتخفيف ظهور جزر حرارية في الأحساء، مشيرا إلى أن الأمانة عملت خلال السنوات الأخيرة على تشجيع تأسيس المناطق الخضراء لتزيد من الغطاء النباتي في المدينة، والتي كان لها دور كبير في تقليل نسبة الحرارة الممتصة، لافتا إلى أن دراسات الأمانة، أكدت أن أسطح المنازل الخضراء أبرد من الأسطح التقليدية بسبب أن الجزء الأكبر من الطاقة الممتصة يتم استخدامها لتبخير الماء عوضا عن تسخين الأسطح والهواء المحيط، كاشفا عن وجود نباتات ممكن زراعتها وتكون ملائمة للأسطح ومناسبة للمناخ في المحافظة، وستعمل تلك المناطق والأسطح الخضراء بجانب خفض درجات الحرارة على التخلص من الملوثات البيئية، والتقليل من انبعاثات المركبات العضوية الطيارة التي تشكل الضباب، بالإضافة إلى التقليل من نسبة تكون الأوزون، وأن ذلك الأمر دفع الأمانة إلى دعم وتشجيع عمليات البناء التي تستخدم الخضرة الدائمة، مع التأكيد على استخدام مواد البناء ذات نسبة بياض عالية وأيضا العزل الحراري للبيوت للحفاظ على بقاء الحرارة خارج البيوت ويبقى الهواء باردا في داخلها. وأشار إلى أن الدراسات، التي نفذتها الأمانة أخيرا، تشير إلى أنه يتوقع أن تقل المساحة الزراعية في واحة الأحساء 8%، وبالمقابل ازدياد المناطق المدنية بنفس النسبة وذلك بالاعتماد على الخطط المستقبلية لاستخدام اليابسة للأعوام ال15 المقبلة، مؤكدا أن زيادة البناء في المنطقة مؤشر لازدياد تأثير الحرارة. وأضاف أن المناطق الزراعية بالمحافظة أقل حرارة من المناطق الحضرية "المدنية" وذلك بسبب كونها جزرا مدنية حرارية، لافتا إلى أن العقود الماضية، طرأ ازدياد للبناء في العديد من المناطق وتقلص الواحة الزراعية، وأدى إلى تغيير كبير في وسط الواحة، حيث تم تخطيط قنوات الري والصرف بطريقة متوازية مع اتجاه الرياح للمناخ الصحراوي المحيط بما يسمح بدخول كتل التيارات في وسط الواحة، مؤكدا ازدياد درجات الحرارة العظمى في الصيف في حاضرة الأحساء درجة ونصف مئوية أخيرا، وفي المناطق الريفية 3 درجات مئوية. وأبان أن النمو السكاني في الأحساء يبلغ 4.5% وهو يفوق النمو السكاني للمملكة بثلاثة أضعاف، وهذا النمو السكاني المتسارع في المحافظة ينعكس على ازدياد استخدام الأراضي وزيادة الضغط على مرافق البنية التحتية، مشيرا إلى أن أمانة الأحساء بالتعاون مع مرور المحافظة تعمل بقدر المستطاع على تطبيق "الأمواج الخضراء" في تشغيل الإشارات الضوئية، إذ إن الإشارات الضوئية المرورية تتسبب في المناطق المزدحمة في ارتفاع درجة حرارة الإسفلت جراء انتظار تلك السيارات، ويؤدي ذلك إلى انبعاث العديد من الغازات في الغلاف الجوي، وتعمل الأمانة والمرور على تصميم الإشارات الضوئية بحيث يكون هناك تنسيق زمني للون الأخضر على الطريق الواحد الذي توجد بها أكثر من إشارة مرورية متتالية، بما يسهم في تخفيف الازدحام في الطريق وحركة المرور أكثر انسيابية، وسيجتاز الإشارات المرورية المتتالية دون توقف بحكم البرمجة الزمنية للونين الأخضر والأحمر للإشارات على كامل مسار الطريق.