عبدالله محمد عوضة ماجستير إدارة وإشراف تربوي أقرت وزارة التربية والتعليم مؤخراً تطبيق نظام الفسحتين في جميع مدارسها، وهي بلاشك حريصة على مصلحة الطلاب، ولكن الملاحظ أن الوزارة لم تأخذ بشكل مباشر آراء مجتمع المدرسة، وأعني المدرسة بما فيها من طلاب ومعلمين وأولياء أمور الطلاب، شأنها في ذلك شأن بعض البرامج التي أثبتت فشلها في حال التطبيق الميداني، والشواهد كثيرة مثل التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية وبرنامج الإشراف الإلكتروني... إلخ. أعود فأقول إن تطبيق نظام الفسحتين في المدارس أفرز مجموعة من الأعباء سواء على المدرسة أو على الطالب أو على ولي أمر الطالب. وسوف أستعرض بعضاً منها على النحو التالي: بالنسبة للمدرسة تطبيق نظام الفسحتين لم يراع ظروف كل مدرسة من حيث كونها في مبنى حكومي تتوافر فيه الساحة المغطاة والمقصف الواسع والعمالة التي تقوم بتشغيل المقصف طوال اليوم الدراسي، وكذا الوفرة في المعلمين الذين يقومون بعملية الإشراف على الطلاب أثناء الفسحتين، وأخرى في مبنى مستأجر لا تتوافر فيه مقومات الفسحة الأولى فما بالك بالفسحة الثانية، والمعلمون يعانون في عملية ضبط الطلاب في الفسحة الواحدة فما بالك بالفسحتين! وبالنسبة للطلاب فإنهم غير مستسيغين عملية الفسحتين، فهم قد تعودوا على فسحة واحدة، وهناك نوعية من الطلاب تعاني كثيراً أثناء الفسحة من المضايقات والدخول في مشكلات سلوكية قد تحصل لهم غصباً عنهم مثل المضاربات أو تعلم سلوكيات خطيرة يعرفها جيداً التربويون الميدانيون، وأعني بهم المعلمين وإدارات المدارس. كما أن الكثير من الطلاب يعتقد أن الفسحة الثانية تطيل بقاءه في المدرسة، فالكثير من المدارس لم تعد بيئات جاذبة للطلاب بسبب عدم توفر وسائل الجذب سواء فيما يتعلق بالمبنى المدرسي، أو الافتقار إلى التشجيع والتحفيز من المعلمين وإدارات المدرسة، بالإضافة إلى معاناة بعض الطلاب من عدم وجود المصروف الكافي للتمتع بالفسحة الثانية، فهم ينظرون لزملائهم الآخرين المقتدرين نظرة لا تخلو من الحسرة. وبالنسبة لولي أمر الطالب فإنه ينظر للفسحة الثانية وكأنها زيادة على أعبائه المادية، فهو سيضطر لزيادة المصروف، فلو فرضنا أن لديه خمسة من البنين والبنات موزعين على مراحل دراسية مختلفة ويعطي كل واحد منهم خمسة ريالات وبمجموع 25 ريالاً في اليوم فإنه سيضطر إلى مضاعفة هذا المبلغ، وهذه الزيادة تمثل أعباء لدى الطبقة المتوسطة مادياً من أولياء أمور الطلاب، فما بالك بالطبقة الفقيرة التي تعاني من إيجاد مصروف يومي لأبنائها. وما دامت وزارتنا الموقرة تمنع المدارس من إثقال كواهل الأسر بالطلبات التي لا داعي لها وتمنع المدارس من جمع التبرعات فإنني أضع هذه المعاناة أمامها وهي الحريصة على الاستئناس بآراء أطراف العملية التعليمية من أجل بناء شراكة حقيقية تؤسس لخطوات تطويرية قادمة بمشيئة الله.