أحمد سعيد الجعبري المكنى ب"أبي محمد" من مواليد عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة الماجستير تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة. اعتقل بداية الثمانينات على يد قوات الاحتلال، وأمضى 13 عاما في السجن، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لحركة (فتح) خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982، انضم خلالها إلى حركة (حماس). وعقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 تركز نشاطه على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس، تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي، الذي أسسته الحركة في تلك الفترة؛ لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك. ساهم القائد الجعبري عقب الإفراج عنه إلى جانب الشيخ صلاح شحادة، والقائد محمد الضيف في بناء كتائب القسام، مما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 إلى اعتقاله مدة عامين بتهمة علاقته بكتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة، إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع. تعرض الجعبري لعدد من محاولات الاغتيال من قبل الاحتلال، كان أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية لمنزله في حي الشجاعية. تميز الجعبري بقدرات كبيرة جدا أهلته لأعلى الهرم القيادي في حماس والجناح العسكري لها، فبالرغم من حالة التهديد والاستهداف اللتين تعرض لهما من قبل، إلا أنه تحدى أجهزة الأمن الإسرائيلية وواصل نشاطه بكثافة تحت إجراءات أمنية معقدة أظهرت فشل العدو وهشاشة أجهزته لأكثر من عشرة أعوام. مهندس الصفقة يعد الجعبري مهندس صفقة "وفاء الأحرار"، فهو رئيس وفد الحركة في المفاوضات غير المباشرة التي خاضتها الحركة لأكثر من خمس سنوات، انتزع من خلالها الحرية لأكثر من 1050 أسيرا، وتحرير الأسيرات من السجون، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت. اللافت أنه عندما جرى التوقيع على اتفاق وفاء الأحرار، رفض الجعبري التوقيع على الورقة ذاتها التي وقع عليها الاحتلال، وعندها جرى التوقيع على ورقتين منفصلتين الأولى بين الوسيط المصري ووفد كتائب القسام، والثانية بين الوسيط المصري وممثل الاحتلال. في هذا العام أدى الشهيد فريضة الحج، وعاد الى غزة قبل أسبوع من اغتياله.