خرج مركز الشرق الأوسط في جدة عن نمطه المعتاد إلى فضاء الموسيقى، واستضاف مساء أول من أمس أحد الموسيقيين العرب، حيث تحدث الفنان غسان عارف عن تاريخ الموسيقى العربية في ندوة " الثقافة الموسيقية بين المقامات العربية والأميركية"، قال فيها إن الموسيقى هي أرفع الفنون الجميلة وأكثرها رقيا، وهي إلى جانب كونها لغة عالمية، إلا أنها تعكس ثقافات الشعوب وحضاراتها، موضحا أنه يمكن معرفة المستوى الحضاري لشعب من الشعوب من خلال موسيقاه وفنونه الغنائية، وأن العرب هم من أول الشعوب التي دونت الموسيقى، مذكرا بأن قطعة موسيقية مكتوبة على رقيم طيني عثر عليها في الساحل السوري في مدينة أوغاريت الأثرية، وهو المكان الذي عثر فيه أيضا على أول أبجدية في التاريخ البشري. وتابع عارف: إن أول من ألف كتبا في الموسيقى هم العرب الأندلسيون، وكان الفنان زرياب في مقدمتهم، كما أكد أن جميع الأحرف الموسيقية المتداولة عالميا هي في أصولها عربية المنشأ، وجميع المقامات هي في أصولها عربية، ومنها مقام العجم والبياتي والسيكا والحجاز والرصد. وذهب عارف إلى أن الثقافة العربية حالت دون استمتاع العربي بالموسيقى الخالصة، فقد بقيت الموسيقى العربية مرتبطة بالشعر والإيقاع، لذلك تتميز الموسيقى العربية بالغناء وليس بالألحان المجردة، بينما عرج مدير مركز الشرق الوسط للأبحاث الإستراتيجية الدكتور أنور عشقي في حديثه إلى التعريف بالموسيقى، معتبرا أنها لغة الطبيعة التي لم يتمكن الإنسان من نطقها، فبقيت مجردة من اللغة وتطورت لتتحول إلى ألحان تسر من يستمع إليها. كما قدم الفنان السوري وليد حمدي وصلات موسيقية وغنائية متنوعة تعكس أنماط الموسيقى والغناء العربي، وشرح للحضور مفهوم المقامات وكيفية التمييز بينها، وكيفية استخدامها في الموسيقى العربية.