تختتم اليوم فعاليات الحملة البيضاء للحد من العنف الجنسي ضد الأطفال، التي أطلقها برنامج الأمان الأسري الوطني تحت شعار "طفلي أمانتي". وكانت الحملة قد انطلقت في الأول من الشهر الجاري، واستهدفت الأمهات والأطفال المنومين في المستشفيات بمدينة الرياض، والذين تعرضوا لحالات عنف وإيذاء جسدي وجنسي. وأظهرت حصيلة الحملة أن الإناث تفوقن على الذكور في حصيلة حالات الإيذاء الجنسي التي رصدها البرنامج، حيث بلغت نسبة حالات الإيذاء الجنسي من حالات العنف ضد الأطفال الذكور 20%، انقسمت ما بين "استغلال" و"اعتداء"، فيما فاقت الحالات التي تم فيها الاعتداء على صغيرات نسبة51%. وأوضحت المديرة التنفيذية للبرنامج الدكتورة مها المنيف، أن الهدف من الحملة هو تثقيف الأطفال والأمهات من خطورة الاعتداء الجنسي، عن طريق نشاط يقام في أماكن تواجدهم في العيادات الخارجية وأقسام التنويم. وقالت: إنه أشرف على النشاط التثقيفي للأطفال شباب برنامج "الأمان"، وذلك من خلال تخصيص ركن للطفل ينظم فيه فعاليات ترفيهية مثل التلوين، كما تم منح كل طفل كراسة حقوق الطفل "لنا الحق"، والتي تتضمن شرحا مبسطا عن خطوات بسيطة عن الحماية الشخصية، وعن اللمسة الطبيعية واللمسة غير الطبيعية، وكيفية التصرف في حال شعر الطفل أن السلوك الممارس عليه تحرش أو استغلال، وتعريف الأطفال بخط مساندة الطفل بكل سرية وخصوصية في حالة رغبتهم للاستفسار عن أي شيء، أوالرغبة في الحديث مع أخصائي، وكل ما يتعلق بحماية الطفل وصحته، وليس حمايته من العنف فقط، وذلك عن طريق أخصائيات اجتماعيات ونفسيات ومستشارين متخصصين من أطباء وقانونيين. وقالت: إنه تم التوجيه والتعميم بأنه يمكن لكل من يرغب في الاستفسار بالاتصال على الرقم (116111)، والذي أنشئ منذ سنتين، وهو رقم إسناد يعمل من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء. أما فيما يتعلق بنشاط توعية الأمهات، فأوضحت المنيف، أن النشاط عبارة عن سلسلة محاضرات ومناقشات عن العنف الجنسي ضد الطفل، تناولت محاور متنوعة من بينها: كيف يحدث؟ وماهي المؤشرات؟ وماهي عوامل الخطورة؟ ومن هم المتحرشون؟ ومن هو المعتدي؟؛ لأننا اكتشفنا أن كثيرا من الأمهات لا تعلم أن المعتدي هو قريب للطفل، وأن الطفل يحبه ويثق فيه. وأشارت إلى أن المحاضرات هدفت أيضا إلى التنبيه للتصرفات الجنسية الطبيعية وغير الطبيعية لدى الطفل التي يمكن أن تكتشفها الأم، وتعرف من خلالها إذا ما كان طفلها تعرض لعنف جنسي، أو بعض الأفلام الإباحية، أو الاستغلال من آخرين، من خلال سلسلة حلقات تثقيفية تقوم بها أخصائيات اجتماعيات ونفسيات. وبينت المنيف، أن الطفل في كل مراحله العمرية معرض للتحرش الجنسي، ولكن الأطفال الأقل من سن العاشرة هم أغلب المتعرضين لذلك؛ لعدم فهمهم وإدراكهم ووعيهم باللمسة الجيدة وغير الجيدة، والذكور هم الأكثر عرضة للاعتداء الجنسي في مراحلهم العمرية الأولى، بحكم خروجهم ومشاركتهم الخارجية للهو واللعب مع الأصدقاء، بعيداً عن نطاق الأسرة، في حين أن الإناث يمكن أن يتعرضن للتحرش الجنسي بشكل أكبر من الذكور بعد سن البلوغ، وبعد أن يصبحن أكثر تعرضا للحياة الخارجية، والابتعاد عن أجواء الأسرة بسبب الدراسة الجامعية، أو بسبب العمل، والذي يضطر الفتاة للابتعاد عن الأسرة وحمايتها.