طالبت اختصاصية الطفولة في القسم النسائي التابع لفرع هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أمل الدار، ب «إلزامية عمل تقارير طبية حول حالات التحرش الجنسي التي يتعرض لها الأطفال وتستقبلها المستشفيات، تمهيداً لرفعها للشرطة». واستعرضت الدار خلال ورشة عمل حضرتها نحو 40 اختصاصية، وفنية، وطبيبة وممرضة، أقيمت أخيراً في مستشفى صفوى العام، عدداً من قصص التحرش الجنسي. وعزتها إلى أسباب عدة، منها «الأخطاء الإعلامية، وأخطاء يقع فيها الوالدان، إضافة إلى أخطاء العمالة المنزلية»، لافتة إلى أهمية «توافر مهارة الاستماع، وملاحظة المؤشرات التي تفضح التحرشات الجنسية». ونفت «وجود «صورة نمطية عن المعتدين جنسياً». وأشارت إلى أن الهدف من إقامة ورشة «حمايتي... حقي»، هو «نقل مفاهيم الحماية للطفل بحسب المراحل العمرية من دون تهويل أو تهوين، إضافة إلى التعريف بالتحرش الجنسي، والمؤسسات التي يحتاجها الأطفال من ضحايا التحرش، وتبادل الخبرات والتجارب والمهارات في مجال الحماية ومكافحة التحرش». واستعرضت أساليب نقل الحماية، ومنها «الصراخ وطلب النجدة، وتكريس عبارات على لسان الطفل، ومنها «ماما ستحضر»، وتدريب الأطفال على آلية الهرب بالمشي للخلف ثلاث خطوات، ومن ثم الفرار»، مؤكدة على «جدوى هذه الفعالية في مواجهة حالات الاعتداء الجنسي، وأثناء التعرض للعنف، وذلك تمهيداً للهرب عن مصدر الخطر». وتضمنت التدريبات التي أقيمت في إطار الورشة، دراسة عدد من حالات التحرش، وسبل التعامل معها وآلية استقبالها، ومناقشتها، والهدف الأساس من التعامل مع هذه الحالات، ومصادر الدعم التي يفترض اللجوء إليها، والجهات التي يتم تحويل هذه الحالات إليها. وأثمر التدريب عددًا من المخرجات، مثل تعريف المتدربات بالجهات وتحديد الآليات المناسبة للتبليغ عن حالات التحرش. وتأتي هذه الورشة على خلفية الاتفاقات الدولية لحقوق الطفل، التي تتعهد فيها الدول الأطراف بحماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال والانتهاك الجنسي، وذلك باعتبار السعودية واحدة من الدول التي وقعت على الاتفاق. كما تأتي الورشة ضمن أنشطة هيئة حقوق الإنسان، التي تعمل من خلالها على منع إكراه الطفل على ممارسة أي نشاط جنسي غير مشروع، إضافة إلى منع استغلال الأطفال في الدعارة والممارسات الجنسية غير المشروعة. يُشار إلى أن هذه الورشة أقيمت أيضا في روضة القطيف النموذجية، وشملت التدابير والإجراءات اللازمة لحماية الأطفال على المستوى الاجتماعي والتثقيفي والتوعوي والتقني والتشريعي. وتخلل الورشة عرض فيلم للرسوم المتحركة، يوضح للأطفال الفرق بين اللمسة والمفردة الجيدة، والأخرى المغرضة، وذلك لتعزيز الإدراك والوعي. كما تم التعريف بالآليات المتبعة للتعامل مع حالات التحرش الجنسي، ابتداءً من استقبال الشكوى، إلى دور الطب الشرعي والتحويل إلى الشرطة، ثم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وانتهاءً في المحكمة.