دك ثوار سورية أمس، للمرة الأولى منذ انطلاق ثورتهم، القصر الجمهوري، ومبنى رئاسة مجلس الوزراء، ومطار المزة العسكري في دمشق، فيما تعرضت مناطق العلويين في المزة لقصف بقذائف الهاون، مما دفع السلطات إلى إقفال كل طرق العاصمة. وأوضحت "كتيبة أسود الإسلام" التابعة للواء أحرار حوران في الجيش الحر أن قصف هذه المواقع الاستراتيجية، يأتي "ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة"، متوعدة "هذا النظام بعمليات أخرى تزلزل كيانه وفي عقر داره". واعتبر مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الفرنسية حول البحر المتوسط والشرق الأوسط فابريس بالانش أن "الهجمات على المزة تشكل نقطة تحول مهمة". وفضلا عن انفجار سيارة في حي القدم، دارت اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك، بين الثوار وأتباع النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كثف الثوار من هجماتهم في دمشق، حيث قامت "كتيبة أسود الإسلام" التابعة للواء أحرار حوران، في الجيش السوري الحر أمس، باستهداف مبنى القصر الجمهوري، ومبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري في دمشق بقذائف هاون. وأوضحت الكتيبة في بيان، "أنه تمت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين"، لكنها أشارت إلى أنه "لم تتم إصابة قصر البطة إصابة مباشرة بسبب خطأ في الإحداثيات". وأوضح البيان أن هذه العملية "تأتي ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة"، متوعدا "هذا النظام بعمليات أخرى تزلزل كيانه وفي عقر داره". وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن منطقة مزة 86 التي تقطنها أغلبية موالية للنظام السوري في محافظة دمشق تعرضت للقصف بقذائف الهاون. وفي غضون ذلك قال شهود عيان في العاصمة: إن قوات النظام أغلقت عدة شوارع بعد التفجيرات، كما أغلقت "كافة الطرق المؤدية من وإلى العاصمة". ومع تزايد استهداف مناطق ذات غالبية علوية، قال مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الفرنسية حول البحر المتوسط والشرق الأوسط فابريس بالانش: إن "الهجمات على المزة تشكل نقطة تحول مهمة؛ لأنها المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائفة العلوية لاعتبارها على علاقة مباشرة بالنظام، وهذا ما لم يحصل من قبل". وكان هذا الحي شهد تفجيرا الاثنين الماضي أدى إلى مقتل 11 شخصا. ودارت في حي الحجر الأسود "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب ومقاتلين مما يسمى اللجان الشعبية الموالية للنظام في مخيم اليرموك"، بحسب المرصد الذي أشار إلى تسجيل حركة نزوح للسكان من الحجر الأسود إلى المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية. وفي جنوب العاصمة أيضا، انفجرت سيارة مفخخة بعد منتصف ليل أول من أمس في حي القدم المجاور للحجر الأسود. وفي ريف دمشق، شنت الطائرات الحربية أمس غارات على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت بلدة عربين، في حين تعرضت مدينتا دوما وحرستا وبلدات الغوطة الشرقية للقصف. وفي حلب قصفت طائرة حربية مباني في حي بستان الباشا في شمال المدينة الذي يسيطر عليه الثوار. وفي محافظة إدلب تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بين القوات النظامية "ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتلين من جبهة النصرة"، بينما قصفت الطائرات الحربية محيط المعسكر المحاصر ومدينة معرة النعمان الإستراتيجية القريبة منه.