بدأت قوى سياسية التحرك لاحتواء بوادر فتنة مذهبية بدأت تلوح في الأفق بين حزب التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثيين بعد مقتل وجرح كثير من أنصار الجماعة عقب الاحتفال بيوم الغدير الذي صادف مطلع الأسبوع الجاري. وأشارت مصادر مطَّلعة إلى أن هناك مساعي وجهوداً تبذل للتهدئة بين الطرفين لتجنب اتساع الخلاف واحتوائه قدر الإمكان حتى لا يتحول إلى فتنة طائفية، موضحة أن شخصيات بارزة تواصلت مع الطرفين وأقنعوهما بالتهدئة وعدم التصعيد. وأوضحت أن هناك احتمالا للإعلان عن تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الموقف، مبدية تخوفها من احتمال تفجر الأوضاع بين الطرفين إذا لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة ومقبولة. وكانت أعمال عنف قد أدت إلى مقتل 6 من أنصار الحوثي وجرح 15 آخرين على الأقل في كل من "فرضة نهم" بمحافظة صنعاء و "مفرق براقش" بين محافظتي الجوف ومأرب عندما تعرضوا لهجوم مسلح من قبل عناصر قبلية، إلا أن الحوثيين أصروا على أن المهاجمين المسلحين ينتمون إلى حزب الإصلاح. كما وجَّهوا أصابع الاتهام إلى الحزب في محافظة حجة بمنع أنصارهم من الاحتفال في المدينة عبر سد المداخل المؤدية إلى ساحة الاحتفال مما استلزم نقل الاحتفال إلى مكان آخر. وكان الحوثيون قد احتفلوا السبت الماضي بعيد الغدير أو ما أسموه "يوم الولاية" عبر إقامة المهرجانات في صعدة ومحافظات أخرى منها العاصمة صنعاء، وشملت الاحتفالات مديرية سنحان مسقط رأس الرئيس السابق علي عبدالله صالح وسط اتهامات للأخير بالتقارب مع خصومه السابقين الذين خاض ضدهم 6 حروب. على صعيد آخر عاد الشيخ طارق الفضلي المعروف بانتمائه إلى تنظيم الجهاد وحارب إلى جانب الرئيس السابق خلال عقد التسعينات إلى عاصمة محافظة أبين للمرة الأولى منذ نحو عامين بعد أن غادرها نتيجة الحرب بين الجيش والقاعدة. وأشاعت عودته برفقة عدد من أنصاره المدجَّجين بالسلاح جواً من التوتر مع عناصر اللجان الشعبية الذين يعتبرونه جزءاً من تنظيم "القاعدة"، حيث قاموا باحتجاز سيارة كان على متنها عدد من مرافقيه. وكان الفضلي قد أعلن العام قبل الماضي انضمامه إلى الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال.