استهجن بعض ضيوف الرحمن لموسم حج هذا العام، تصرف بعض القائمين والعاملين في بعض حملات حجاج الداخل في الأحساء، بتسويق وبيع لحوم "الهدي" وأضاحي الحجيج على المطاعم ومواقع بيع اللحوم في مدن وقرى المحافظة، بدلاً من توزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين في الأحساء، أو تسليمها إلى جمعيات البر الخيرية أو فروعها المنتشرة في المحافظة، ويصل سعر الذبيحة الواحدة من 200 ريال إلى 300 ريال. وعبر يوسف المويل "حاج" عن أسفه الشديد من قيام بعض حملات الحج بهذا التصرف، موضحاً أن بعض تلك الحملات تعمل على خداع حجاجها، دون مراعاة لحرمة أداء هذه الشعيرة الإسلامية، وإيهامهم بأن تلك الذبائح سيتم نقلها من خلال شاحنات "تبريد" كبيرة، وتوزيعها على الفقراء والمساكين، إلا أن هؤلاء ضعاف النفوس في تلك الحملات –على حد قوله-، يقومون بتسويقها وبيعها على محال بيع اللحوم أو بيعها على الأفراد بأسعار زهيدة. وبين أن هذا التصرف، الذي وصفه ب"غير المقبول" يأتي من أشخاص قائمين ومشرفين على الحملة، مشدداً على ضرورة تدخل "الدعاة" والمشايخ في الحملات بوقف مثل تلك التصرفات، ومتابعة إيصال تلك الذبائح لمستحقيها في الموقع والزمان المناسبين، مضيفاً أن متوسط أعداد الحجيج في حملات الأحساء تبلغ 500 حاج في الحملة الواحدة، ومنها يجلبون 500 أضحية إلى الأحساء، وبيعها بأقل التقديرات ب100 ألف ريال، ويدخل هذا المبلغ في جيوبهم بطريقة محرمة وغير شرعية. وذكر محمد السماعيل "حاج"، أنه للأسف يتم إقناع الحجاج في تلك الحملات بدفع مبلغ مالي يفوق سعر الأضحية بحجة أن المبلغ الفائض سيذهب كتكلفة لأجرة شاحنات "التبريد" التي ستتولى نقل تلك الأضاحي إلى الأحساء لتوزيعها على الفقراء، مضيفاً أن موسم حج هذا العام، بلغ سعر الأضحية ونقلها إلى الأحساء والتكفل بتوزيعها على الفقراء المستحقين 540 ريالاً عن طريق لجنة الهدي المكونة من مركزي الشعبة في المبرز والفيصلية في الهفوف الخيريين التابعين لجمعية البر الخيرية في الأحساء بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، في حين أن بعض تلك الحملات للأسف تطلب من حجاجها سداد رسوم الأضحية الواحدة 700 ريال، بفارق 160 ريالا، متسائلاً عن مصير هذا المبلغ الفائض وأين يذهب؟. ومن جانبه، أكد عضو في لجنة الهدي المكونة من مركز الفيصلية الخيري في الهفوف ومركز الشعبة في المبرز التابعين لجمعية البر الخيرية في الأحساء – فضل عدم ذكر اسمه- في تصريح إلى "الوطن" ، براءة اللجنة من نشاط هؤلاء في تسويق وبيع أضاح، موضحاً أن اللجنة على علم ودراية بوجود هذه الممارسات المرفوضة عرفاً وأخلاقاً، وتجري متابعة ذلك مع الحملات والدعاة فيها لوقف مثل هذه الممارسات، وقال إن اللجنة، تعمل حالياً على جلب 18 ألف رأس من الذبائح من مكةالمكرمة إلى المنطقة الشرقية لموسم حج هذا العام، تمهيداً لتوزيعها فور وصولها على الفقراء والمحتاجين والجمعيات والمراكز والقرى في المنطقة بعد التأكد من سلامتها صحياً وذلك على مدى 6 أشهر. وأضاف أن للمشروع فوائد جمة من بينها تقليل نفقات الجمعيات الخيرية، وساهم في خدمة الحجاج وتقليل الازدحام والمعاناة التي يواجهها أصحاب الحملات في عملية النحر وتنظيم عملية الدخول والخروج من المسلخ، بالإضافة إلى توسيع دائرة المستفيدين من لحوم الهدي تحقيقا لمزيد من التكافل الاجتماعي.