انتهى الحج، ولم تنته تبعاته لدى البعض، إذ يستعد أكثر من 50 حاجا إلى تقديم شكوى للجهات المعنية، بعد أن وقعوا ضحية لإحدى الحملات غير المرخصة بمدينة بريدة – تحتفظ الوطن باسمها – بعد أن أوهموهم أن الحملة مرخص لها وتحمل تصريحا للدخول إلى المشاعر المقدسة، وعاش الحجاج معاناة مستمرة طوال فترة أيام الحج، بدأت من الوصول إلى الميقات، وحتى الانتهاء من أداء الحج. وروى أحد الحجاج – فضل عدم ذكر اسمه– ل"الوطن" أمس، تفاصيل الرحلة المؤملة حسب وصفه لها بعد وصوله إلى مدينة بريدة، حيث قال: " إن المشاكل مع الحملة بدأت منذ وصولنا إلى الطائف وتوجهنا إلى الميقات للإحرام، حيث تفاجأنا بعدم وجود الحافلة بعد الانتهاء من الإحرام، ليتم التواصل من قبل الحجاج مع سائق الحملة، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة، مما أحدث لهم ربكة، وتسبب بحدوث مشاكل لبعض الحجاج، خاصة أن بعضهم من كبار السن والمرضى والأطفال مما دفعهم إلى الاتصال بصاحب الحملة، وبعد جدل مع الحجاج أرسل لهم مندوبا لنقلهم إلى مكة وقام بتأمين سيارات من نوع جمس، وتحميل الحجاج أجرة إيصالهم إلى مكة". ويشير الحاج بأن المعاناة لم تنته عند هذا الحد، ويضيف، "لقد تفاجأنا أن سائقي السيارات وقبيل الوصول إلى نقطة التفتيش الأمنية في طريق الطائفمكة انحرف عن مساره، وسلك طريقا صحراويا؛ بغية إنزالهم في الصحراء، والسير مشيا على الأقدام لمدة خمس دقائق، والالتقاء بهم بعد النقطة الأمنية، بحجة عدم وجود تصريحات معهم لنقل الحجيج". وبيّن الحاج أنهم تفاجؤوا بعدد كبير من الحجاج يسيرون في الطريق الصحراوي، بعد أن استمر سيرهم لمدة ساعة ونصف تحت أشعة الشمس، وسبب متاعب صحية لكبار السن والأطفال، ليتم الالتقاء بالسائقين وايصالهم إلى قبيل الحرم المكي بمسافة 10 كلم. ويضيف الحاج، أن صاحب الحملة حصل من الحجاج على ألفي ريال للشخص الواحد، وأنهم يستعدون الآن لتقديم شكوى للجهات المعنية على ما تعرضوا له من متاعب مع مثل هذه الحملات الوهمية، حيث إنهم يحتفظون بالسندات المالية التي حصلوا عليها من قبل الحملة، لافتا إلى أن الحملة وضعت لاصقا أن الحافلة مصرح لها بالدخول للمشاعر المقدسة، ولكن كل ذلك كان عكس الواقع، مما شكك الحجاج في مصداقية هذا التصريح.