حمد جويبر جدة في كل عامٍ يقدم علينا العيد نفرح بمجيئه ثم بعد ذلك نبدأ بتبادل التبريكات عبر الجوال ليكون أكثر قرباً منّا. هل أصبحنا أسرى للتقنية وعوالمها الغامضة وأضحينا متعلقين بها ولا يمكن نفارقها حتى في المناسبات السعيدة؟ العيد دائما ما يكون ساحة السباق الأولى التي يتسابق لها الناس ويبذرون حبهم ووصلهم عن طريقه بتبادل الزيارات والتهنئة. ولكن ما يحدث الآن لا أدري أهو جفاف أم هي التقنية التي بتنا نستخدمها في غير موضعها.فلو عدنا للماضي قليلاً وتذكرنا كيف كنا نحتفل بالعيد ونبتهج بقربه وقدومه لعرفنا الفارق الذي يحدث في أعيادنا الحالية. ولكنها التقنية وظلمها التي طغت على كل الأواصر بما فيها العيد والذي لم يعد له إلا القليل، فقط نطلق تلك الخدمات الذكية التي غلفتها أجهزة الجوال ونطبق على سروره إلى أن يُزهق عمداً. أهكذا فرحة العيد مجرد سرابٍ واهٍ نحسبه يروي ظمأنا وهو يزيدنا بعداً وجفاء. لا بد من تغيير تلك الصورة المبتذلة التي رسمتها التقنية ونحاول طرق الأبواب لتشرع لنا القلوب فيافيها، فحالنا أضحى بين أناملها المتشققة فرقة موجعة فهي تغرينا بمرونتها ولكن أواصر المحبة والألفة أين ذهبت؟ أيها المتناغمون الغارقون في سرابيل التقنية وأنا منكم علينا أن نستخدمها لمن هم بعيد عن أعيننا لتكون وصالا صادقا لهم ولكن من هم بالقرب منا فزيارتهم ومجالستهم أولى من تلك الثرثرة والهباء الذي ليس له قيمة. لابد أن نكون عارفين لواجبات العيد وأحكامه، وكل عام والأمة الإسلامية بخير.