في كل عامٍ يقدم علينا العيد فنفرح بجيئته ونتبادل التبريكات وبعد ذلك نتهكمه بالجوال ليكون أكثر قربا ً منّا عن طريق برامجه المتعددة ونحن في دواخلنا مصابون بصممّ ٍ اجتماعي تام أنستنا إياه التقنية وعوالمها الغامضة وأضحينا متعلقين بها ولا يمكن ان نفارقها حتى في المناسبات والتي أصبحت روحاً تثري عواطفنا والعيد دائما مايكون ساحة السباق الأولى والتي يتسابق لها الناس ويبذرون حبهم ووصلهم عن طريقها بدلاّ من عناء الزيارة ولو كانت قريبة ولا أدري أهو جفاف أم مقت أم أنها شوائب مترسبة في النفوس ضيّعت عنّا بهجته فلو نتذاكره في الماضي و تمعنّا في مدى وقعه وقربه منّا لكنّا متقاربين منه عارفين لواجباته واحكامه ولكنها التقنية وظلمها طغت على كل الأواصر بما فيها العيد والذي لم يعد له وجود عند البعض فقط نطلق تلك الخدمات الذكية التي غلفتها أجهزة الجوال ونطبق على سروره إلى أن يُزهق عمداّ أهكذا فرحة العيد مجرد سرابٍ واهٍ نحسبه يروي ظمأنا وهو يزيدنا تفريقا.. لابد من تغيير تلك الصورة المبتذلة التي رسمتها التقنية ونحاول طرق الأبواب لتشرع لنا القلوب فيافيها فحالنا أضحى بين أناملها المتشققة.. فرقى موجعة فهي تغرينا بمرونتها ولكن أواصرنا أين ذهبت هل تاهت حلقاتها بين قيعانها البائرة أيها المتناغمون الغارقون في سرابيل التقنية -وأنا منكم -علينا أن نقلع عنها في هذا العيد ونجعلها لمن هم بعيد ّ عن أعيننا لتكون وصالا صادقا لهم ولكن من هم بالقرب زيارتهم اولى من تلك الثرثرة والهباء الذي ليس له قيمة حمد جويبر- جدة