اختتم المتعجلون من ضيوف الرحمن نسك حجهم أمس، بعد رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال، والتوجه مباشرة إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، ومغادرة مكةالمكرمة متجهين إلى أوطانهم بأمن وسلام، تطبيقا لقول الله تعالى "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه". وبدأ المتعجلون من جموع الحجيج أمس، بالتوافد نحو منشأة الجمرات ورموا الجمرات الثلاث مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة، وتوجهوا بعدها مباشرة إلى المسجد الحرام، عبر طرق محددة وقوافل منتظمة تراقبها كافة الجهات المعنية بالحج، وأدوا طواف الوداع، منهين بذلك نسك حجهم، ومغادرين مكةالمكرمة تحفهم الطمأنينة وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة التي أحاطتهم بها الأجهزة المعنية بخدمة الحجاج، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وبإشراف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومتابعة ميدانية من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل. وأكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ل"الوطن"، أن الخطط التي أعدتها وزارته قبل موسم الحج درست بعناية فائقة، وأن اللجان المختصة بلجان الحج التحضيرية سوف تبدأ إعداد خطة حج الموسم المقبل فور نهاية حج هذا العام. وأضاف أن الوزارة ترصد بعض الملاحظات في خططها وتقوم بتطويرها، وأنه كان يتخوف من بعض الأمراض، وأن كل العالم يقلق من الأمراض الوبائية والمعدية في أي مكان وخاصة في أماكن تواجد الحشود البشرية بسبب انتقال الفيروسات، مؤكدا أن توفيق الله سبحانه وتعالى والجهود الكبيرة التي تعمل عليها حكومة خادم الحرمين دائما تترجم بنجاح. وأعلن الوزير في مؤتمر صحفي أمس، خلو حج هذا العام من الأمراض الوبائية والمحجرية، وأن الوزارة جندت كافة إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية لتقديم خدماتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعوية لضيوف الرحمن، واتخذت مجموعة من الاحترازات والاستعدادات والإجراءات التي تمثلت في تطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام على جميع الحجاج القادمين. وأوضح الربيعة أن أهم الإحصائيات التي تعلنها الوزارة، تتمثل في أن عدد الحجاج الذين راجعوا مرافق الوزارة بلغ 362.740 حاجا، كما بلغ عدد الحجاج الذين أجريت لهم قسطرة قلبية 463، وعدد الحجاج الذين أجريت لهم عمليات القلب المفتوح 35، وبلغ عدد الحجاج الذين أجري لهم غسيل كلوي عدد 2024، وبلغ عدد الحجاج المرضى المنومين الذين قامت الوزارة بنقلهم من مستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة لاستكمال حجهم 443. من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس على بن صالح البراك، عدم حدوث أي قصور في الخدمة الكهربائية في جميع المواقع التي تواجد فيها ضيوف الرحمن على مدار الساعة مما أتاح لهم أداء نسكهم براحة وطمأنينة والحمد لله. وأوضح أن الأحمال الكهربائية لحج هذا العام قد بلغت في مشعر عرفات يوم وقفة عرفة 54 ميجاوات، وكان أقصى حمل كهربائي في مشعر منى ثاني أيام العيد 190.18 ميجاوات، كما بلغ الحمل الأقصى في مكةالمكرمة 2901 ميجاوات. وأكد مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور اللواء عبدالرحمن المقبل أن خطط نفرة الحجاج من منى حققت نجاحات كبيرة بعد أن تم إجراء بعض التعديلات على بعض المسارات بهدف إلى زيادة فاعلية النقل العام وسرعة وصول الحجيج إلى المنطقة المركزية في سهولة ويسر. وبين اللواء المقبل في تصريح ل"الوطن"، تحويل حركة المرور بطريق أنفاق الملك عبدالعزيز التي تربط العزيزية بالمنطقة المركزية للحرم الشريف باتجاه واحد إلى الحرم في كامل مساراته من نقطة محبس الجن اتجاه المسجد الحرام إلى نهاية نفق السوق الصغير، وتحويل طريق إبراهيم الخليل من الدائري الثاني بكامل مساراته حتى ميدان الشبيكة من الجنوب إلى الشمال، وتحويل طريق أم القرى من ميدان الشبيكة، ونفق السوق الصغير في كامل مساراته حتى شارع عبدالله عريف وتحويل طريق جبل الكعبة من شارع إبراهيم الخليل حتى الدائري الثاني باتجاه حركة الحجيج المغادرة من منى. وأكد أن تلك التغيرات على الحركة في انسيابية الحركة المرورية قياسا بالأعوام السابقة، من مشعر منى إلى الحرم ومن ثم إلى خارج المنطقة المركزية، وأدى ذلك إلى عدم توقف حركة السير بسبب وجود مسارات دائمة الحركة بالطرق المستحدث و تفريغ المنطقة المركزية من الحجيج الذين قضوا مناسكهم في الحرم بنسبة عالية لزيادة استيعابية حركة الدخول من مشعر منى. ومن جهته، أوضح مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي أن الوضع الأمني لضيوف الرحمن الذين نفر منهم 85% من مشعر منى إلى الحرم الشريف مطمئن، وأنه تم إعداد خطة محكمة لتنظيم صعود الحافلات في مواقف الحافلات في الساحات الشرقية للحرم الشريف تعمل على تفكيك الكتل البشرية المتجهة لصعود الحافلات بعد أداء الصلوات الخمس حيث تم تقسيم المنطقة إلى مربعات وإيجاد عدة مسارات لتفتيت الكتل البشرية. وبين ل"الوطن" أن رجال الأمن يقومون بتنظيم صعود الحافلات البشرية التي تنقل الحجاج من الساحات الشرقية إلى مواقف محبس الجن حيث تقوم حافلات النقابة بإيصالهم إلى مساكنهم مؤكدا أن التواجد الأمني في المنطقة المركزية من أجل العمل على راحة الحجاج.