بعد أن أنهى صالح العزاب ذبح الأضاحي الثلاث، التي اعتاد على الانتهاء منها صباح عيد الأضحى، تفاجأ بعراك اندلع بين ابنه "مشاري"، وابنته "هديل" على رؤوس الخراف الثلاثة، حيث يقول: "ما إن انتهيت من الذبح حتى توجهت نحوي ابنتي هديل، واستبشرت خيرا في كونها تود مساعدة والدتها في تقطيع اللحم، وتوزيعه حسب المعتاد، ولكنها توجهت نحو الرؤوس المقطوعة للأضاحي، ودار الخلاف بينها وبين أخيها مشاري حول طريقة التقاط الصور". وتابع قائلا: "نظرا لانشغالي لم أستطع الاستفسار من أبنائي عن السبب، حيث كنت أهتم بسلخ الأضاحي قبل أن تبرد، وتواجهني صعوبة في فصل الجلد فيما بعد". واستطرد أبو مشاري: "بعد أن انتهت ابنتي هديل من التقاط الصور، ركضت مسرعة، وتركتني ووالدتها، دونما تقديم المساعدة، باستثناء "شكرا وكل عام وأنتم بخير"، والتي ذكرتها على عجالة بعدما أعادت رؤوس الأضاحي المقطوعة إلى مكان الذبح". حالة "هديل" و"مشاري" كحالة الكثيرين الذين يهوون تحديث رمزيات وتيمات الملفات الشخصية بهم على"البلاك بيري" أو "بي بي"، أو "الواتس آب"، حيث تتيح هذه الأجهزة للمستخدم إمكانية وضع صورة شخصية تعبر عن حالته، يمكن للأصدقاء رؤيتها عند الاتصال به، فإذا كان سعيدا على سبيل المثال وضع صورة وجه ضاحك، وإذا كان العكس يضع وجها حزينا، وفي هذا الاتجاه حرص بعض المستخدمين على وصف حالاتهم في العيد، والتي سيعرفها الأصدقاء من خلال التحديثات الأخيرة، وذلك بوضع صور فوتوجرافية واقعية لرؤوس الأضاحي بعد الذبح، وهي صرعة شبابية للتعبير عن الابتهاج في هذه المناسبة. ولم تكن حالة "أم خلف" تختلف كثيرا عن حالة أبي مشاري، فقد استغربت كثيرا من تجمع حفيداتها حولها معتقدة بأنهن سيقدمن المساعدة لها، ولكن الحال اختلفت بعدما ذبحت الأضحية، والتقطت معها الفتيات الصور المختلفة التي تعبر عن حالتهن. في المقابل تقول العشرينية شيماء الفهد إنها تحرص دائما على تغيير الرمزيات حسب الحالة التي تعتريها، وتابعت قائلة: "أصبحت أتعرف على حالة الصديقات عن طريق الرمز الذي تضعه كل منهن على هاتفها". وعن أغرب حالة تفاجأت بها الفهد تقول: "لم تكن حالة غريبة بقدر ما هي طريفة، حيث فوجئت ببنت أختي تقبل رأس الخروف قبل ذبحه، وتصف حالتها بأنها لن تنساه، وعبرت عن مدى مرارة فراقه بأبيات شعرية". وقالت: "الغريب أن ابنة أختي والبالغة من العمر 14 عاما تكره رائحة الخراف، لذلك استغربت من كونها تقبل ذلك الخروف، وبسؤالها فيما بعد عن السبب، قالت "حتى يتفاجأ الجميع بعلاقة الود التي عقدتها مع الخراف هذا العيد". من جانبها أكدت أخصائية علم الاجتماع زينب العطية أن طقوس العيد تختلف من جيل لآخر، إلا أن فرحة التواصل لا تزال قائمة، وتبشر بالخير في مجتمعاتنا، وإن اختلفت بفعل التغيرات الحديثة، ولكن كلها تصب في قالب العلاقات الاجتماعية التي لا تزال صامدة". وقالت العطية، "تلك الحالات والرموز التي يعبر بها بعض الأشخاص عن حالتهم لا تقتصر فقط على شريحة المراهقين، بل إن الجميع أصبح يحرص عليها، وتبعا للحالة يضع الرمز المناسب لها لكي يتعرف الأصدقاء على حالته، سواء أكانت تعبر عن الفرح أم غير ذلك". وتابعت قائلة "من الحالات والرموز التي انتشرت خلال هذا الموسم هي النكات، والصور المختلفة لخروف العيد، والتي أبهجت الكثير من الناس، وهي بحد ذاتها تعتبر من الأمور التي تدخل الفرح والسرور على الكثيرين، ونشعر من خلالها بالسعادة للتواصل في مجتمعنا أيا كانت طريقته".