استقر ضيوف الرحمن في مشعر منى بعد أن أدوا صباح أمس، نسك رمي جمرة العقبة، استعدادا لبدء المتعجلين منهم التوجه إلى بيت الله الحرام بعد رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال غدا، لأداء طواف الوداع، ومغادرة مكةالمكرمة إلى أوطانهم، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج بطمأنينة وأمان. يأتي ذلك بعد أن يرمي الحجاج اليوم الجمرات الثلاثة، في أول أيام التشريق، وسط آلية منظمة تراقبها الجهات المعنية كافة بسلامتهم وأمنهم، بمتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومراقبة مباشرة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وإشراف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومتابعة ميدانية مباشرة من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل. وقال قائد نقاط المنع بالمشاعر المقدسة العقيد محمد البسامي ل"الوطن": إن نفقي الملك خالد سيخصصان غدا للمشاة في الفترة المسائية دخولا من العزيزية. وسيغلق نفق الملك فهد من جهة العدل؛ لإعطاء الأفضلية لخطوط المشاة، وأن هذه الخطة تتعامل مع معطيات المرحلة لنقل الحجاج، إضافة إلى طرق كدي والملك عبدالعزيز العلوي، والملك خالد، والملك عبدالله، التي ستكون محاور مهمة في نقل الحركة. وأكد قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء محمد القرني، أن وضع الحجيج بحمد الله تعالى مطمئن للغاية، ولم يتم رصد أو تسجيل أي حوادث مؤثرة تهدد سلامة ضيوف الرحمن، طوال يوم عرفة أو أثناء رمي الجمرة الأولى، مؤكداً جاهزية قوات الدفاع المدني بمشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن لقضاء أيام التشريق، من خلال الانتشار المكثف للوحدات والفرق الميدانية وشبكات الإطفاء وفرق الدراجات النارية بجميع أرجاء المشعر ومنشأة الجمرات وكافة الطرق المحيطة بها للتدخل السريع في جميع حالات الطوارئ التي تتطلب ذلك. ولفت إلى وجود خطة تفصيلية لدعم وإسناد مشعر منى ومنشأة الجمرات وقوة الحرم في أوقات الذروة، التي تشهد زيادة كبيرة في أعداد الحجيج، معرباً عن سعادته بالتنسيق الكبير بين كافة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ في حج هذا العام، والذي كان له أطيب الأثر - بعد توفيق الله تعالى - في عدم تسجيل أي حوادث مؤثرة بالعاصمة المقدسة والمشاعر، وهو ما اتضح بصورة كبيرة في يوم عرفة، وأثناء نفرة الحجيج باتجاه مزدلفة وخلال تفويجهم إلى منشأة الجمرات. وأشار إلى استمرار عمل فرق الإشراف الوقائي ودوريات السلامة في مخيمات الحجيج بمشعر منى والإزالة الفورية لأي مخالفات بها، مؤكدا أنه لن يتم السماح باستحداث أي مخالفات من شأنها تعريض سلامة الحجاج للخطر، إضافة إلى تواجد فرق رصد الانبعاثات الكربونية على مدار الساعة بشبكة الأنفاق التي يسلكها المشاة والحافلات. (315.000) م3 من المياه استهلاك الحجاج في يوم (العيد بمنى) من جهته، أوضح مدير وحدتي أعمال مكةالمكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية المهندس عبدالله حسنين، أن كميات المياه التي تم ضخها عبرالشبكات العامة، والتي استهلكها ضيوف الرحمن في مشعر منى أمس بلغت 315 ألف متر مكعب. وأكد أن المياه كانت تصل عبر الشبكات ودورات المياه والمشارب الملحقة بها على مدار الساعة بإشراف ومتابعة عدد كبير من المهندسين والمراقبين من منسوبي الشركة في مناطق العمل بمراكز التشغيل والصيانة التي تغطي مشعر منى؛ لمتابعة وصول المياه للشبكات العامة، ودورات المياه والمشارب الملحقة بها، وشبكات إطفاء الحريق. وأكد مدير الإدارة العامة للمرور، مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور اللواء عبدالرحمن بالمقبل أن حركة المرور حرة في جميع المحاور الرئيسية المؤدية إلى العاصمة المقدسة، مفيداً أن المنطقة المركزية، وشارع المسجد الحرام، وأجياد، وريع بخش، وشارع إبراهيم الخليل، تشهد انسيابية عالية في الحركة. وأوضح أن هناك أربع محطات لنقل حجاج بيت الله الحرام من منى إلى الحرم، مبيناً أن محطة صدقي، ومحطة باب علي، ومحطة العزيزية "أنفاق الملك خالد"، ومحطة مزدلفة من أبرز المحطات. وحول خطة عمل المرور بالمعيصم أفاد المقبل، أن العمل بالخطة بدأ من أول يوم التروية ويستمر حتى نهاية أيام التشريق من خلال المحافظة على المعيصم ومنع وقوف أي مركبة على جانبي الطريق بالاتجاهين وعلى امتداد الطريق وبشكل مزدوج، مع تسهيل الدخول والخروج من مشعر منى عن طريق المعيصم يوم التروية، وتسهيل مهمة خروج الحافلات إلى مزدلفة من طريق المعيصم عند التصعيد يوم عرفة، وتسهيل مهمة دخول الحافلات من مزدلفة إلى منى يوم النفرة عن طريق المعيصم، وتسهيل عملية دخول السيارات إلى منطقة المجازر والخروج منها ومنع دخول المركبات غير المصرحة إلى منطقة المجازر. وأضاف أن جسر الملك فيصل استلم من قيادة مرور مزدلفة صباح اليوم ومنع وقوف المركبات فوق الجسر حتى نهاية أيام التشريق، للمحافظة على أن يكون الطريق سالكا طيلة أيام التشريق بدون أي وقوف، مع المحافظة على أن يكون الطريق سالكا للبرادات والمركبات الخاصة بنقل المخالفات بدون عطل، إلى جانب التنسيق مع إدارة المجازر لتسهيل دخول وخروج السيارات ومنع السيارات المحملة بالأغنام من الوقوف العشوائي على جانبي الطريق.