لم تكن المخاوف التي أنحت الليرة السورية عن رغبات مكاتب الصرافة في العالم أجمع، أكثر من مخاوف الريال الإيراني، الذي وصفه أحد المتعاملين في سوق الصرافة بالشبح لذي قد تواجهه حروب ومشاكل شائكة. وقال المدير التنفيذي السابق لشركة دينار للصرافة في دبي ومالك مؤسسة العُمري للصرافة أسامة العُمري، إن مكاتب الصرافة لا ترغب حاليا بشراء الريال الإيراني، مبينا أنه أصبح شبه معدوم، مضيفا أن الليرة السورية الآن مناسبة للشراء، إلا أن مكاتب الصرافة على يقين أنه وبعد سقوط الحكم في سورية سيتم رفض أي عملة تحمل شعارات الحكم السابق الأمر الذي جعل الصرافين ينحون بعيدا عن الليرة. من جانبه أكد أحد ملاك مكاتب صرف العملات في مكةالمكرمة عبدالرحمن البيحاني، أن الريال الإيراني غير مرغوب فيه البتة في سوق العملات، مبينا أن العام الماضي كان من أقوى العملات حيث كانت ال10 ريالات إيرانية تساوي 3 ريالات سعودية، إلا أن هذا العام تساوي ال10 ريالات إيرانية 90 هللة سعودية، مستدركا أنه ومع هذا الانخفاض الكبير إلا أن الصرافين لا يستقبلون الريال الإيراني. وفي السياق نفسه بين أحد مديري مكاتب الصرافة في مكةالمكرمة بكر باودود، أن الريال الإيراني بات ضعيفا مقارنة بالعام الماضي، لافتا أن المكتب الذي يديره قد أخذ كميات بسيطة من الريال الإيراني، مستدركا أن هذا مجرد عمل إنساني لتوفير احتياجات الحجاج، مبينا أن ما يقومون بشرائه يتم بيعه على الإيرانيين أنفسهم. وأوضح باودود أن الريال الإيراني العام الماضي كان له حضور قوي حيث تساوي ال10 ريالات إيرانية 2.8 ريال سعودي، إلا أنه في هذا العام بلغت ريالا واحدا فقط. ووصف باودود العاملين بالسوق السوداء للصرافة في مكةالمكرمة ب"تجار الشنطة"، مبينا أن هؤلاء كثر ويعطلون العمل النظامي لعمليات الصرافة، مضيفا أن هناك مكاتب صرافة تقوم بشراء العملات من "تجار الشنطة" الأمر الذي يجب أن تتدخل الجهات المعنية في الحد من هذه التجاوزات.