أقدمت إدارة الرئيس باراك أوباما على مخاطرة سياسية محسوبة بتسريبها خبرا مفاده أن الولاياتالمتحدةوإيران اتفقتا على التفاوض وجها لوجه عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم ما لبثت الإدارة أن أنكرت محتواه. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس تقريرا اعتمد على التسريب قالت فيه إن طهران طلبت تأجيل بدء المفاوضات المباشرة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. ونسبت الصحيفة معلوماتها إلى "مسؤولين رفيعي المستوى" في إدارة الرئيس أوباما دون أن تحدد أيا منهم بالاسم، بيد أن الناطق باسم مجلس الأمن القومي، تومي فيتور نفى صحة ما ورد في تقرير الصحيفة بعد ساعات من نشره، إلا أنه قال إن بلاده منفتحة على هذه الفكرة انطلاقا من استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة. وفيما قال مسؤولون إسرائيليون لشبكات تلفزيونية أميركية إن إسرائيل لا تمانع في حل الأزمة مع إيران ديبلوماسيا فإن سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورين قال "نحن لا نعتقد أن من الصحيح مكافأة إيران بالتفاوض المباشر معها. ونحن نرى أنه يجب تشديد العقوبات وأشكال الضغوط الأخرى". وفيما نفى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي "أي مناقشات أو مفاوضات بيننا وبين أميركا"، رحب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعلون، بإجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوإيران إذا كانت تهدف إلى وقف خطط إيران لصنع سلاح نووي، إلا أن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان نفى أن يكون لدى إسرائيل علم بذلك، مهاجما فكرة استئناف المفاوضات. وجاء موعد تسريب الإدارة لهذا الخبر قبل يومين فقط من بدء المناظرة العلنية الثالثة والأخيرة بين الرئيس أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. ويتسق موقف أوباما الذي يتلخص في ضرورة استنفاد كافة السبل الدبلوماسية قبل توجيه ضربة عسكرية إلى إيران مع آراء أغلبية الأميركيين. ومن المرجح أن يرغم تسريب الخبر إلى الصحيفة النيويوركية المرشح الجمهوري على الإفصاح عن موقف أكثر تصلبا بهدف تمييز سياساته عن سياسة الإدارة الحالية مما يفسح المجال لحملة أوباما لمهاجمة رومني على أساس أنه "داعية حرب" ويرغب في الدفع بالأميركيين إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.