بثمان لغات تنطلق "المرشدات" للعمل في ثالث تجربة لهن بالحج، بعد أن تمكنّ خلال موسم حج العام الماضي من إعادة 75 طفل إلى ذويهم، ويتمثل دور المرشدات في الحج في استقبال الأطفال التائهين ورعايتهم وإيصالهم إلى ذويهم. وقالت رئيسة مرشدات المملكة مها أحمد فتيحي ل"الوطن" إنه تم الانتهاء من الترتيبات لمشاركة المرشدات خلال حج هذا العام، مشيرة إلى أن جميع المشاركات حصلن على دورات إسعافات أولية، بالإضافة إلى طبيبة نفسية متخصصة في طب نفس الأطفال، ومتخصصات في تقنية الحاسوب والتواصل الإلكتروني والإعلامي بالإضافة إلى طبيبة استشارية، وأضافت فتيحي أن المرشدات يتحدثن الإنجليزية والفرنسية والأردية والإيطالية والفارسية والفيليبينية والألمانية والتركية. وأشارت إلى أن العمل سيشهد في العام الحالي آلية أكثر تنظيما نتيجة الخبرة المكتسبة من الأعوام الماضية بعد أن بلغ عدد المرشدات على مستوى المملكة 800 مرشدة و250 قائدة ومساعدة قائدة. وبين أن أبرز التحديات التي تواجه عمل المرشدات في الحج هو محاولة توضيح الصورة للمجتمع، وأضافت أن "أن كل جديد غريب وما أن يتم التعرف على النشاط وأهدافه وأساليب العمل فيه فإنه يلاقي القبول والترحيب والتشجيع". وعن آلية العمل في المشاعر، أشارت فتيحي إلى أن هناك وسائل تواصل بين المرشدات مع الجهات الحكومية الأخرى في الحج في مقدمتها شبكة اتصالات لاسلكية يتم التبليغ بواسطتها عن الأطفال التائهين، وكذلك يتم تلقي بلاغات المفقودين من المراكز الإرشادية الأخرى والتوفيق بين التائه والمبلغ عن فقدانه، إلى جانب وجود عدد كبير من الكشافة والجوالة والقادة الكشفيين في الميدان، الذين يقومون بإيصال التائهين إلى المركز، والتنسيق مع جمعية الكشافة العربية السعودية لإعداد التجهيزات المطلوبة سواء التقنية أو العينية، بالإضافة إلى التواصل مع وزارة الحج لتجهيز المقر ومحتوياته. وأكدت مها فتيحي أن العام الماضي شهد مشاركة المرشدات خلال موسم الحج في استقبال ورعاية التائهين من الأطفال والمرضى وكبار من الرجال والنساء لجميع الفئات العمرية، وأوضحت أنهم استقبلوا خلال العام الماضي 81 بلاغا عن مفقودين استطاعوا مساعدة 50 حالة للعثور على مفقوديهم. وقالت فتيحي إن هناك توجها خلال الأعوام المقبلة لتوسيع الخدمة لتشمل الفئات الأخرى من التائهين؛ بحيث يكون استقبال وإيواء التائهين من صميم عمل المرشدات في الحج. وبينت فتيحي أن الهدف من المرشدات هو إعداد المواطنة الصالحة التي تخدم دينها ووطنها ومجتمعها، عن طريق إعداد هذه المواطنة من خلال نشاط المرشدات ومن ثم يتم توجيههن لخدمة المجتمع من خلال خدمات إنسانية وثقافية وصحية وبيئية وتعليمية. وأشارت إلى أن عمل المرشدات منفصل عن عمل الجمعية السعودية للكشافة، وأنشطتها وبرامجها مختلفة تماما، وأوضحت أن عملهن منفصل عن الجمعية بهيكلة وميزانية منفصلة وهيئة إدارية مستقلة، وهي تتبع لوزير التربية والتعليم ورئيس الجمعية الأمير فيصل بن عبدالله، وأن عدد المرشدات من المتوقع أن يبلغ خلال نهاية العام الحالي 1200 زهرة ومرشدة. وقالت فتيحي إن عمل المرشدات يعد نشاطا دوليا تطوعيا تربويا شاملا خاصا بالفتيات لبناء الشخصية وإعداد المواطنة والأم الصالحة القادرة على تربية الأبناء وخدمة الإنسانية وإنكار الذات والعمل على نشر السلام والانفتاح على العالم. وبينت أن المراحل العمرية في نشاط المرشدات تتكون من خمس مراحل تبدأ بالبراعم من 4 – 6 سنوات ثم الزهرات من 7 - 11 سنة والفتيات المرشدات من 12- 15 سنة والمرشدات المتقدمات من 16- 18 سنة وأخيرا الجوالات من 19 – 22 سنة.