أرجعت وزارة الصحة سبب النقص الحاد في أسرة المستشفيات النفسية، إلى "المرضى المزمنين" الذين تصل نسبتهم ل40% من مجموع الحالات المرضية التي تتلقى العلاج في مستشفيات الوزارة. وحمل مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب مسؤولية عدم توفر الأسرة إلى الأسر التي ترفض التعامل مع المتعافين، مشيراً إلى أن عدم توفر أسرة للمرضى ناتج أيضاً عن تواجد نسبة كبيرة من المرضى المزمنين، مطالباً بتفعيل برامج الرعاية المجتمعية والتي تضمن تقديم خدمات للمرضى في البيئة والمجتمع وتحد من ظاهر المرضى المزمنين. وأوضح الحبيب في تصريحات خاصة إلى "الوطن" أن وزارة الصحة تشجع الاستثمار في القطاع الصحي وخصوصاً الصحة النفسية، مشيراً إلى أن الوزارة ستقدم للمستثمرين في هذا المجال دعماً فنياً واستشارياً. وكشف الحبيب عن احتياج المدن الكبرى بالمملكة لزيادة السعة السريرية وهو ما يتم العمل عليه حالياً. وأضاف: في منطقة الرياض تم اعتماد مشروع مستشفى للأمل للصحة النفسية بسعة 500 سرير، وأيضاً مستشفى في الخرج الذي يجري حالياً إنشاؤه بالإضافة إلى أكثر من 14 مشروعا آخر جرى تسليم بعضها، وكذلك الحال في بعض المناطق وننتظر اعتماد البقية. وأشار الحبيب إلى أن الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الأمل والنفسية حوالي 3 آلاف سرير، منها 800 سرير في مستشفيات الأمل مخصصة لعلاج الإدمان. ومع المشاريع الجاري تنفيذها حالياً سترتفع السعة السريرية للمستشفيات النفسية إلى حوالي 6 آلاف سرير، مؤكداً على أن المدن الكبيرة تواجه نقصا في أسرة المستشفيات النفسية في الوقت الحالي وهناك عدد من الحلول التي يتم العمل عليها لتلافي هذه المشكلة. وعن موضوع الانتحار للمرضى النفسي، قال الحبيب "يرتبط الانتحار بالأمراض النفسية ارتباطاً وثيقاً. ولا شك أن اكتشاف هذه الحالات والتعامل معها وعدم التردد في طلب الخدمة للاستشارة النفسية المتخصصة في الوقت المناسب يحد من حدوث حالات الانتحار"، مضيفاً أن محاولات الانتحار قد تحدث من المرضى النفسيين المنومين، وهناك احتياطات كاملة وتدريب متخصص للتعامل مع هذه المحاولات لحين استقرارها وتحسن الحالة العقلية والنفسية للمريض. وحول الحالات التي تعاني من عدم الاتزان، بين الحبيب أنه عندما يتم إحضار هذه الحالات إلى المستشفيات النفسية يتم إجراء الفحص العقلي والنفسي لها والحالات الشديدة يتم وضعها تحت الملاحظة المشددة لحين استقرار الحالة.