لم ترق عبارة "لكن" التي استخدمها محرر "الوطن" في سؤاله لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد حول ما إذا كان مشروع النقل المدرسي الذي تعمل الوزارة على تنفيذه، سيوقف نزيف الدماء في حوادث المعلمات، وأجاب قائلاً" لا أحب كلمة لكن، ودعنا نبدأ في مشروعنا الحالي، والذي سيحل مشاكل كثيرة". وقال الأمير فيصل في معرض رده بعد افتتاحه أمس المؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات، إنه تم عرض المدراس والمجمعات التعليمية الصغيرة في المناطق التي يحدث بها هذا النوع من المشاكل "حوادث المعلمات"، وسيتم وضع حلول لها ضمن مشروع وصفه ب"الكبير"، لعلاج تلك المشكلات. وأضاف "دعنا نبدأ، وستكون شركة تطوير القابضة، هي المسؤولة عن النقل المدرسي، ولها دور يختلف عن دور الوزارة، وستوجد محاسبة مستمرة لها". وبرر الأمير فيصل التأخير لأكثر من 7 أعوام في تنفيذ قرار خادم الحرمين الشريفين بإقرار مشروع النقل المدرسي منذ عام 1426 وحتى 1433 بأن الوزارة عليها مسؤوليات كثيرة، وليست مختصة بمجال النقل. وقال "مهمتها الأساسية هي التربية والتعليم، ومن أول التوجهات التي تقدمنا بها تحريك برنامج الملك عبد الله لخدمة الأهداف التي وضع من أجلها، وتطور لاحقاً إلى إنشاء شركة تطوير القابضة التي انبثقت منها عدة شركات، ولابد من إعطاء المسؤولية للمختصين، وإيجاد الشركة سيتيح لنا المحاسبة والمراقبة في أمور كثيرة، وإذا لم يكن هناك تركيز واختصاص، ستكون المسؤولية عائمة". ورفض الوزير الانتقادات الموجهة لجودة الحافلات المزمع استخدامها، وخاصة المصنعة في الهند، حيث أوضح أن الهند بلد كبير، وأن صناعاتها متطورة، وبعض الصناعات الهندية أفضل من كثير من الصناعات. وطالب بعدم الحكم عليها قبل تجربتها. وأكد الأمير فيصل أن خدمات النقل المدرسي تقدم مجاناً وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، إلا أنه استدرك قائلا "أعتقد وبشكل شخصي، ومن باب تحمل المسؤولية، أنه يجب على أولياء الأمور المساهمة ولو بشيء بسيط أو رمزي". وأشار إلى أن مهمة وزارة التربية تتمثل في زرع مفهوم النقل العام وتقبله. وأضاف "أعتقد أن ثقافة النقل العام لدينا مرتبطة بثقافة البيئة المحلية، وأن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمشروع النقل العام كبير، نظرا لأنه تلقى تقارير تفيد بأنه خلال خمسة أعوام قد يموت الناس في السيارات بسبب الازدحام والشمس والأمراض، ولذلك كان أمره صارما وواقعيا بتنفيذ المشروع خلال أقل وقت ممكن". 56% من سائقي الحافلات المدرسية "مرضى" الرياض: فاطمة باسماعيل كشفت دراسة نفذتها إدارة مرور الرياض بالتعاون مع كرسي الأمير محمد بن نايف للسلامة المرورية، أن نسبة كبيرة من قائدي الحافلات المدرسية يعانون من أمراض مزمنة منهم 40% مصابون بمرض السكر و8% بالضغط، و6% بالصرع، و2% بالقلب. جاء ذلك في ورقة العمل التي استعرضها كل من العقيد الدكتور علي الرشيدي، والدكتور هاني حسن في الجلسة الأولى من المؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي المنعقد في الرياض، ويختتم فعالياته اليوم. وأشارت الدراسة التي أجريت على 300 سائق إلى أن 40% منهم ارتكبوا حوادث مرورية، بينهم 30% تكررت حوادثهم ثلاث مرات، و28% من أفراد العينة يحملون رخصة سائق خصوصي. كما كشفت الدراسة أن 40% لا يرتدون حزام الأمان وأن 39% منهم يستخدمون الهواتف أثناء القيادة، و25% يأكلون أثناءها، و90% لم يسبق لهم حضور أية دورات في القيادة أو الإسعافات الأولية. وأوصى الرشيدي في دراسته بضرورة وجود مظلة تجمع شتات الجهات المعنية بالسلامة المرورية كالمجلس الأعلى للمرور، مؤكدا أن ما بين 60% و80% من الطلاب والطالبات يستخدمون سيارات خاصة للوصول للمدرسة، رغم ارتفاع نسبة الأمان في استخدام الحافلات عن استخدام السيارة الخاصة. من جهته، أوضح نائب المدير العام للدراسات والتصاميم بأمانة الرياض المهندس خلف الدلبحي أن الأمانة بدأت تنفيذ مشروع لتوفير بيئة مرورية سليمة، شمل في مرحلته الأولى أربعين مدرسة تم وضع لوحات وإشارات مرورية حولها، على أن تبدأ المرحلة الثانية قريبا. وحدد الدلبحي مهام الجهات المسؤولة عن السلامة المرورية في المدارس، وقال إن وزارة التربية والتعليم مسؤولة عن المداخل وأسوار المدرسة بينما دورالأمانة يركز على العناية بالطرق وتوفير الأرصفة والمعابر، وأن دور المرور رقابي، وأنه لا يعطى الترخيص للمدرسة الا بعد استيفاء الشروط.