لطالما تحدث الأدباء والفلاسفة عن أن العقل مقدم على القلب ويفرقون بينهما. لقد نشأنا على ذلك! ولكن ذلك لا يعني أن هذه هي الحقيقة بالضرورة رغم النسبية المحسوسة. هناك إرث ثقافي عالمي ذو سياق متجذر يقودنا لتلك الحقيقة المتوارثة وما أكثر الحقائق المتوارثة التي تحتاج زيارة أو هدما. ألا تشعر أحيانا -والشعور هو أسمى مراتب الوجودية- أن القلب يعمل كمنبه لك، كحارس للبوابة الإنسانية، موقف تتنبأ به قبل حدوثه، أو سلام مقيم ينزل عليك رغم فاجعة تهتز بها الجبال، أو شعور غامر بالحياة رغم أن الظروف لا تسمح أبدا بذلك. أو في فورة الأحزان والضياع تأتي الشمس معلنة زمنا جديدا ومرحلة مختلفة. القلب هو العقل والتفرقة بينهما سببت مشاكل كبيرة للبشرية. اتهم القلب بأنه ضعيف وبأن العقل قوي رغم وحدتهما وهذا أحدث تناقضا برر الكثير من أفعال البشر. وعندما يقع القلب ينتصر العقل وعندما ينتصر القلب ينتظر العقل على المدرجات مراقبا المشهد. ألم يحدث أن تفكر بأحدهم ثم يتصل بك دون أي تفسير؟ ألم تشعر يوما ما بالضيق أو تصحو فجأة من النوم دون أي سبب لتكتشف خبرا سيئا حدث؟ إذا لم يفعل القلب ذلك من يفعل؟ كيف نعرف أن القلب والعقل واحد؟ الروح واحدة لا توجد لدينا روحان؟ قد توجد شخصيتان لكن لا توجد إلا روح واحدة. يسير فينا الدم نفسه الذي سار في جسد آدم، نتغذى من المصدر ذاته ولعل مظهر القلب عند تشريحه أو رؤيته بطريقة أو بأخرى! أكثر رومانسية من رؤية العقل البشري. ولهذا احتل القلب مساحة الرومانسية الإنسانية وتلك الأخيرة تحب المحتلين لا البسطاء. علمونا ألا نثق بالمظهر ونهتم في المخبر، في حين أن العديد من الشواهد حولنا تقول غير ذلك. إذا كيف نعرف أن القلب والعقل واحد؟ نعرفها من خلال الإنثروبوجيا الإنسانية خياراتنا في الحياة. القلب والعقل واحد لأننا نستطيع أن نتخذ نفس القرارات بنفس الأقنعة كيف ذلك؟ ضع القلب محل العقل والبس نظارة الواقع الذي يفرق بينهما وشاهد ماذا يحدث؟ سوف تصبح كل قراراتك أكثر وضوحا!