تشير الإحصائيات إلى أن نحو 80% من حالات تشخيص السرطان تحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا. ومع ذلك هناك زيادة ملحوظة في تشخيص أنواع السرطان لدى الشباب في مرحلة البلوغ المبكر والمتوسط. وتتطلب هذه الفئة العمرية اهتمامًا خاصًا، ليس فقط من حيث الكشف المبكر، ولكن أيضًا من حيث التأثير النفسي للإصابة بالسرطان. التأثير النفسي توضح عالمة الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا بيركلي علا عبدالهادي، أن الشباب يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بالاتجاه المهني والعلاقات الاجتماعية وخطط الحياة بعد تشخيص السرطان. حيث عانت د. عبدالهادي من السرطان في عمر 19 و30 عامًا، مما جعلها تدرك مدى أهمية الرعاية النفسية المتخصصة لتلبية احتياجات هؤلاء المرضى. تشير الدراسات إلى أن مرحلة البلوغ المبكر والمتوسط تتسم بتحديات تنموية فريدة، حيث لا يزال الأفراد يسعون إلى تحقيق التعليم وبناء مسيرتهم المهنية، وقد يفكرون في الزواج وتكوين أسرة. ومع ذلك فإن التشخيص المتأخر للسرطان يعد من المشكلات الرئيسية، إذ يصعب على الأطباء توقع إصابة المرضى الأصغر سناً بالمرض. تأثير التأخير في التشخيص أوضحت الدكتورة فيث كولمان من جامعة نيو مكسيكو، أنه كلما طالت فترة انتظار التشخيص زادت المخاطر المرتبطة بتدهور نوعية الحياة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. وأضافت أنه على الرغم من التحديات فإنه يمكن أن تمر هذه الفئة بتجارب تنموية إيجابية، مثل تعلم وضع حدود أفضل والاعتناء بالصحة، مشيرة إلى أن فهم التأثيرات النفسية والجسدية للسرطان على الشباب هو خطوة حيوية نحو تحسين الرعاية الصحية المقدمة لهم. من خلال تقديم الدعم المناسب والتركيز على التدخلات النفسية، يمكن أن نساعد هؤلاء الأفراد في التغلب على التحديات التي يواجهونها واستعادة نوعية حياتهم. التدخلات المقترحة يمكن أن تساعد التدخلات التالية في دعم الشباب خلال فترة علاجهم وبعدها: 01. دعم الأقران: يعد دعم الأقران أمرًا حيويًا لتخفيف الشعور بالعزلة. 02. علاج الالتزام بالقبول: يساعد هذا النوع من العلاج المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا في التعرف على مخاوفهم وتعزيز التوافق مع قيمهم الشخصية. 03. العلاج الذي يركز على المعنى: يركز هذا العلاج على تعزيز الإحساس بالهدف، وقد أظهر فعالية في تقليل الضيق الروحي والنفسي. 04. اليقظة: أظهرت دراسات أن برامج اليقظة يمكن أن تخفف من الأعراض النفسية والجسدية، مما يعزز الشعور بالرفاهية.