في 4 يوليو هذا العام، عُقد الاجتماع الرابع والعشرون لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية أستانا. بعد هذا الاجتماع، تولت الصين رسميًا الرئاسة الدورية للمنظمة للفترة 2024 - 2025. ودخلت المنظمة في "الوقت الصيني". منذ تأسيسها قبل 23 عامًا، اتبعت منظمة شنغهاي للتعاون باستمرار "روح شنغهاي"، التي تلتزم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة، والسعي للتنمية المشتركة. وقد تماشت المنظمة مع تيار العصر وتوافقت مع الأمل المشترك للدول النامية في "التعاون والتنمية"، حيث يتوسع ويتعمق التعاون بشكل مستمر. توسعت منظمة شانغهاي للتعاون من منظمة إقليمية تضم 6 أعضاء، إلى منظمة عابرة للأقاليم تضم 10 دول أعضاء كاملة العضوية، ودولتين مراقبتين، و14 شريك حوار، حيث تغطي "عائلة منظمة شنغهاي للتعاون" 26 دولة في ثلاث قارات، بمساحة إجمالية تتجاوز 36 مليون كيلومتر مربع، وما يقرب من 65% مساحة الأرض في المنطقة الأوراسية، ويتجاوز عدد سكان دول المنظمة 3.3 مليار نسمة، أي ما يقرب من 42% سكان العالم. تؤثر نفوذها الشامل على المنطقة الأوراسية وآسيا الوسطى وآسيا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وغرب آسيا والشرق الأوسط. أصبحت منظمة شنغهاي للتعاون اليوم أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث المساحة وعدد السكان، وقد سلكت طريقًا مثمرًا للتنمية السلمية، واقتدت نموذجًا لخلق نوع جديد من العلاقات الدولية. تعدُّ الصين أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة، وقد أولت دائمًا أهمية كبيرة للمنظمة كأولوية في سياستها الخارجية. خلال قمة أستانا، دعا الرئيس شي جين بينغ إلى بناء ديار مشتركة يتميز بالتضامن والثقة المتبادلة والسلام والهدوء والازدهار والتنمية وحسن الجوار والصداقة، فضلا عن النزاهة والعدالة، مع تعزيز وعي مجتمع مصير مشترك للبشرية والتمسك الدائم ب"روح شنغهاي" والسير بثبات على المسار الذي يتطبق مع ظروف كل دولة واحتياجات المنطقة، من أجل بناء مستقبل مشرق لمنظمة شنغهاي، حيث يتمتع شعوب الدول الأعضاء بالاستقرار والرخاء والسعادة، مما يرسم اتجاهًا جديدًا لتطور المنظمة. وقد لاقت هذه الدعوة تأييدًا واسعًا وتلبية إيجابية من الأطراف المشاركة. "تكريس روح شنغهاي: تتحرك منظمة شنغهاي للتعاون" هو الشعار الذي طرحت الصين بعد توليها رئاسة المنظمة. في الوقت الحالي، قد بدأت الصين بشكل كامل في تنفيذ مهام دولة الرئاسة، وستستضيف أكثر من 100 اجتماع ونشاط في إطار منظمة شنغهاي للتعاون في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة، تهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات، وترسيخ الثقة السياسية المتبادلة، والحفاظ على الأمن المشترك، وتعزيز الازدهار المشترك، وتقوية التفاعل الشعبي، وتحسين فعالية المنظمة لتقديم المزيد من الدعم للأمن والاستقرار والتنمية لدول المنطقة، ودفع بناء مجتمع مستقبل مشترك لمنظمة شنغهاي للتعاون. كما أن القمة المقبلة سوف تكون أهم حدث في إطار المنظمة وهي أيضًا النشاط المحوري خلال فترة رئاسة الصين، ستقيم الصين قمة متسمة بالصداقة والوحدة والثراء بالإنجازات لمنظمة شنغهاي للتعاون، بهدف تعزيز التوافق بين جميع الأطراف ورسم الخطة لتطوير المنظمة. في ظل التزايد المستمر لنفوذ منظمة شنغهاي للتعاون وروح التماسك وجاذبيتها، يتطلع المجتمع الدولي إلى أن تواصل المنظمة دورها الرائد وتحقق المزيد من النتائج العملية في التعاون، مما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والازدهار على المستوى الإقليمي والعالمي. إن التعاون والتضامن هما الخبرة الناجحة التي اكتسبتها منظمة شنغهاي للتعاون على مدار مسيرتها، وهما أيضًا الخيار الحتمي للتعامل مع التحديات وفتح آفاق جديدة في المسار القادم. ستواصل الصين التمسك بمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتقود جميع الأطراف بشكل ثابت لتعزيز "روح شنغهاي"، وتغتنم فرصة خلال رئاستها الدورية لتعزيز التعاون مع دول المنظمة، مع حفظ الطموح الأصلي، والتزام بالتضامن والتعاون. ستسعى الصين إلى تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، وستعمل على تنمية مستدامة لمنظمة شنغهاي للتعاون، مما يسهم بشكل إيجابي في تحقيق السلام الدائم والازدهار المشترك في العالم. * سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية