عقد الاجتماع الرابع والعشرون لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية أستانا، في حدث جذب اهتماما عالميا كبيرا حيث نادرًا ما تجذب الأحداث الكبيرة خارج الغرب هذا القدر من الاهتمام. وتعقد القمة هذا العالم في كازخستان التي تشهد يوميا مرور عدد كبير من التبادلات بين الصين وأوروبا. ويشارك في أعمال، القمة قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء، وعدد من الدول المشاركة في القمة، بجانب ممثلي منظمات إقليمية ودولية. ومن بين المشاركين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالإضافة إلى فود من الإماراتوالهندوباكستانوإيرانوروسيا البيضاء وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان منغوليا. يذكر أن مجلس الوزراء السعودي وافق في 29 مارس 2023 على مذكرة لتصبح رسميًا شريك حوار لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO). ويمثل قرار المملكة العربية السعودية بأن تصبح شريك حوار لمنظمة شنغهاي للتعاون خطوة مهمة للبلاد في التعاون الإقليمي والشؤون الأمنية. وتكتسب منظمة شنغهاي للتعاون أهمية متزايدة في العلاقات بين الدول في العالم، وقد تأسست عام 2001 عندما لم تكن إيرانوالهندوباكستان بعد من ضمن أعضائها. وتتعدد أسباب تأسيس المنظمة حيث تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الإقليمية، وتعزيز التعاون السياسي والتكنولوجي والتجاري وضمان والحفاظ على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي، وخاصة التصدي للإرهاب ومحاربته. وما يجعل منظمة شنغهاي للتعاون جذابة للغاية هو التزامها الثابت ب "روح شنغهاي" المتمثلة في: الثقة المتبادلة، المنفعة المتبادلة، المساواة، التشاور، احترام الحضارات المتنوعة، والسعي للتنمية المشتركة. "الإيمان يحفز الناس، لمواجهة المستقبل المجهول بشجاعة"، بهذا المبدأ، نمت منظمة شنغهاي للتعاون بشكل مطرد على مدار أكثر من 20 عامًا، مما جلب فوائد حقيقية لجميع الدول الأعضاء.، ومن أبرز منجزاتها: أولا، "التنمية المشتركة". منذ تأسيسها في 15 يونيو 2001 في شنغهاي، وسعت منظمة شنغهاي للتعاون نطاق أعضائها وتأثيرها، وأصبحت الآن منظمة دولية تغطي 60% من قارة أوراسيا. زاد حجم التجارة بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون بشكل كبير، حيث اقتربت قيمة التجارة بين الدول الأعضاء من 500 مليار دولار حتى نهاية عام 2022. وفقًا لبيانات الأمانة العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون، ارتفعت القيمة الإجمالية للتجارة بين الدول الأعضاء من 667 مليار دولار في عام 2001 إلى 6.06 تريليون دولار في عام 2020، وزادت حصتها في التجارة العالمية من 5.4% في عام 2001 إلى 17.5% في عام 2021، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء حوالي 23.3 تريليون دولار. وباستثناء التجارة والاقتصاد يشمل التعاون كذلك الزراعة والنقل، حيث زاد التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة. فمنذ تأسيس قاعدة الزراعة التابعة لمنظمة شنغهاي للتعاون قبل خمس سنوات، تم عقد أكثر من 30 دورة تدريبية في مجالات مثل الري الموفر للمياه والحفاظ على التربة والمياه، وتم تدريب أكثر من 4600 خبير في التقنية الزراعية والإدارة من أكثر من 130 دولة. ثانيا، "الشعور بالأمان". تعد منظمة شنغهاي للتعاون واحدة من أولى المنظمات الدولية التي رفعت شعار مكافحة الإرهاب. في السنوات الثلاث الماضية، تحقق ودمّر أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون أكثر من 280 موقعًا لتنظيمات إرهابية دولية، وصادروا 7500 قطعة سلاح ومتفجرات، وأغلقوا أكثر من 320,000 موقع إلكتروني للإرهاب، والانفصالية، والتطرف. في ظل النزاعات الجيوسياسية المتكررة، نجحت منظمة شنغهاي للتعاون في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مما وفر أمانًا كافيًا للدول الأعضاء وزاد من اليقين في العال. ثالثًا، "زيادة الصوت الدولي". تلتزم منظمة شنغهاي للتعاون بروح المساواة والتشاور، مما يمنح كل دولة عضو الفرصة لتقديم اقتراحاتها واستكشاف التعاون. ومع توسيع عضوية المنظمة، وتطوير الدول الأعضاء، تلعب هذه المنظمة، التي تضم حوالي نصف سكان العالم وربع الاقتصاد العالمي، يزداد أهمية في الحوكمة العالمية. إن تعزيز الصوت الدولي وتأثير منظمة شنغهاي للتعاون لا يعني التحدي أو الإطاحة، ولا يعني القوة والقمع، بل يهدف إلى التخلي عن النزاعات وعقلية الحرب الباردة، وإحضار "خطة شنغهاي" أكثر وضوحًا وأهمية للوضع العالمي الفوضوي. وتضم منظمة شانغهاي للتعاون حاليًا تسع دول أعضاء رسميين هم: روسيا، الصين، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، أوزبكستان، الهند، باكستان، وإيران؛ وثلاث دول مراقبة: أفغانستان، روسيا البيضاء، ومنغوليا؛ و14 شريكًا للحوار، بما في ذلك السعودية، الإمارات، قطر، تركيا، الكويت، البحرين، مصر، جزر المالديف، أرمينيا، أذربيجان، كمبوديا، ميانمار، نيبال وسريلانكا.