يعد الأدب الشعبي في منطقة جازان حاضراً وبقوة ومتسيداً للمناسبات والأسواق والمجالس، وله من المتابعين قاعدة جماهيرية واسعة تتبعته وتتبعت شعراءه وناقليه ومحاوراتهم الشعبية في أغلب المحافظات، وتقام في المنطقة تحديات ومباريات شعرية تنعكس فيها حيوية هذا الفن. البدايات والانطلاقة يقول الشاعر معبر نهاري، المختص في الأدب الشعبي: «لقد قضيت أكثر من 35 عاماً في تدوين النصوص الشعرية حتى أصدرت كتابي (الطارق: إبداع خارج الأقواس). أتذكر كيف كانت بداياتي، حيث كنت أستمع إلى والدي علي النهاري وعمي منصور وحسن وهم يتبادلون الكلمات، مما جعلني أحفظ الكثير منها. بدأت انطلاقتي في الصف الثالث متوسط عندما اهتم معلم اللغة العربية بالأدب الشعبي، وطلب مني أن أشارك بما أحفظه. ومنذ ذلك الحين، خصص لي وقتًا في كل حصة لحفظ نصين، مما ساهم في إصدار العديد من الكتب والمشاركات داخليًا وخارجيًا». وصف الشعر الشعبي يبين أن للشعر العربي عدة تعريفات، حيث يصفه الشاعر الأمريكي ويتمان بأنه «انبعاث من تجارب أجيال متعددة من البشرية، يعبّر عن ضروريات الحياة وعلاقاتها». ومع ذلك، لم تُحدد الدراسات الأدبية تعريفا محددا لهذا الأدب. يمكن القول إن الأدب الشعبي هو «الفن الذي يعبر عن الحياة بشكل مباشر، سواء أكان قائله معروفًا أو مجهولًا». الشعر الشعبي يمثل ما أنتجته الشعوب، بغض النظر عن عامية اللغة أو فصاحتها، ويعكس فكرًا عفويًا وغير معقد. الهايكو الياباني يمتاز الشعر الشعبي بخصائص مثل البساطة والارتباط بالبيئة، مما يجعله يشبه الهايكو الياباني من حيث احتفائه بالطبيعة وعمق التجربة النفسية للشاعر. لا يمكن للشاعر أن يبدع في هذا النوع من الشعر دون أن يمتلك خصائص التفكير الإبداعي. رغم التحديات، لا يزال الشعر الشعبي موجودًا في المناسبات والأسواق، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة إحيائه، بالإضافة إلى دعم رؤية العودة إلى الجذور والتراث السعودي. تواجه الشعر الشعبي عدة معوقات، منها: غياب المناسبات الفلكلورية التي تدعم أنواعه. خجل البعض من استخدام اللغة التهامية في الخطاب اليومي. عدم وجود تشجيع من المؤسسات الثقافية.