في فقه التاريخ السياسي والاجتماعي، تحتفى الأمم بشخصيات صنعت تاريخا ليكون الاحتفاء والاحتفال بها من الأعياد الوطنية وتصبح رمزا جميلا. هذا بالنسبة لمن عايش وعاصر الشخصية الرمز، وعملوا معه وتعاملوا فكان القدوة والمثال عزا وعزوة وافتخارا وفخرا. لكننا في وطننا العربي السعودي المتحد في بوتقة متناسقة من أطياف مختفة المنابت والأصول نشأت أجيال جيلنا الحاضر ممن ولدوا بعد وفاة الملك القائد المؤسس لكياننا السياسي من البحر إلى البحر ومن تخوم الوطن في الجنوب والشمال والوسط إلى عاصمة العقد. هذه الأجيال لم تعرف الملك عبد العزيز رحمه الله، رغم ما كان من سرد الأجداد والآباء من حكايات السير والمسير لبناء وطن متحد موحد. إذن نحن الأجيال ورثة لثروة هائلة من الحب للوطن وقياداته السياسية المتوالية ونخب الوطن التي شاركت معهم في بناء التحولات والحراك المجتمعي المتحور حول ثبات المعتقد وعقيدة البناء على الأسس الصافية من الإخلاص. أجيالنا التي ولدت ونشأت بعد رحيل القائد الرمز غفر الله له، تعرفت على الملك من خلال ما ترك من وطن توحد بعد فرقة وشتات فنعمنا بهكذا معرفة وعلم وتعارف. والجيل الراهن الذي هو جيل الشباب من الحفدة والأبناء، حملوا إرث الثروة، ثروة العمل والإنجاز ليكتمل البناء والفعل التراكمي صناعة قوامها أن الوطن ثروة هي أغلى الثروات. لأن شعبنا شعب جبار جابر لكل العثرات كان والدي رحمه الله ممن شرف العمل في كنف الملك الوالد المؤسس رحمه الله، كان والدي يحكي لنا عن مطامح الملك وبعد نظره في معالجة الأمور الحياتية اليومية وتصوراته لما سيكون عليه الوطن، كان يتكلم في مجالسه عن قطار يأتي من الدمام إلى الرياض، وعن مشروعات للتوطن والتوطين والاستقرار. اليوم نجد صورة الوطن متجلية في حفيد الملك المؤسس، الأمير مجمد بن سلمان - حفظه الله - قابسا من ثروة والده الملك الرمز سلمان بن عبد العزيز ليبني وطنا طموحا يباهي جل الأوطان. هنا اقتباس من كلمة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (طموحنا أن نبني وطناَ أكثر ازدهارا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن يقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة في التوظيف والرعاية الصحية والسكن والترفيه غيرها). بعد هذا هل عرفت أجيال وطننا الإرث الذي توارثته عن وطن عظيم وشعب جبار محب وقيادة واعية راعية.