أثارت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان التي هاجم فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ردود أفعال واسعة داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث تبرأ منها وزير الدفاع أيهود باراك وقال إنها "لا تمثِّل إلا وجهة نظر قائلها". وكان ليبرمان قد وصف خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه "أكثر من بصقة في وجه إسرائيل"، وأضاف ليس باستطاعة إسرائيل أن تمنع الجمعية العامة للأمم المتحدة من الموافقة على طلب الدولة غير العضو ولكننا سنجعل عباس يدفع الثمن. وعلينا أن نوقف محاولات التنفس الاصطناعي في دعم عباس". وكشف أنه على اتصال مع شخصيات فلسطينية حذروه من أن حماس تنوي السيطرة على الوضع برمته قائلاً "هناك ما يكفي من البدائل في السلطة الفلسطينية وتحدثت معهم وقالوا إن تل أبيب وواشنطن تبقيان عباس في السيطرة، مع أنه يفقد السيطرة وولى زمنه". ومع أنه رفض الكشف عن أسماء هذه الشخصيات إلا أن صحيفة "هآرتس" العبرية أشارت إلى أن بعضهم هم على الأرجح من معارضي عباس مثل محمد رشيد مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات والمسؤول السابق في حركة فتح محمد دحلان. وبدوره حمل باراك على ليبرمان وقال "تصريحات ليبرمان لا تمثِّل سياسة الحكومة بل تمس بمصالح إسرائيل، علماً بأن زوال السلطة الفلسطينية كما يأمل ليبرمان قد يؤدي إلى استيلاء حماس على الضفة الغربية". وأعلن أنه سيطلب من رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو إجراء نقاش في مجلس الوزراء حول هذا الأمر. وقال "المصالح السياسية والأمنية تلزمنا بالتعامل مع السلطة الفلسطينية بشكلٍ آخر، رغم تصريحات عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة". ومن جهته اقترح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على الرئيس محمود عباس وقف المفاوضات واللجوء إلى الداخل. ووصف خطاب عباس في الأممالمتحدة بأنه "عاطفي"، وقال "أبو مازن كان غاضباً على الاستيطان، واعداً بمواصلة طلبه بعضوية غير كاملة في الأممالمتحدة، مصراً على المفاوضات بمرجعية واضحة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك فرق بين خطاب العام الماضي والخطاب الحالي، حتى في مستوى الترحاب والتصفيق في الأممالمتحدة وكذلك في الحالة الفلسطينية على الأرض؟"، ودعا إلى وقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو، ووقف العمل باتفاقية باريس التجارية، والعمل على انتفاضة شعبية جديدة في وجه الاستيطان، والعمل على وقف عقاب قطاع غزة، والعودة الحقيقية للمصالحة الفلسطينية". كما طالب بالشروع في تهيئة الأجواء "لانتخابات حرة في الضفة والقدسوغزة بإطلاق الحريات العامة وحريات العمل السياسي والشروع بتسجيل الناخبين في القدس والضفة وغزة".