دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس في الذكرى السادسة لرحيل ياسر عرفات المجتمع الدولي الى تخطي "الشعارات" والعمل فعليا على قيام دولة فلسطينية معتبرا ذلك "دينا في رقبة" الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ترعى بلاده عملية السلام المتعثرة في المنطقة. كما اكد عباس في كلمة امام الاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله لاحياء ذكرى رحيل زعيمهم التاريخي انه سيبقى ملتزماً "بثوابت" عرفات على طريق اقامة الدولة. وقال عباس مشيدا بمناقب عرفات "لقد كانت فلسطين هي قبلتك السياسية، والقدس هي البوصلة التي تهدينا مهما كانت عتمة الطريق". وتطرق عباس مطولا في كلمته الى الجهود الرامية لاقامة دولة فلسطينية بدعم من المجتمع الدولي والى المصاعب التي تواجهها لا سيما بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان. وقال عباس "تفرض قضيتنا نفسها على العالم هذه الأيام كقضية لها أولوية يتوقف على حلها بشكل عادل حل العديد من قضايا المنطقة. العالم بدأ يتغير أوروبا وأميركا بدأت تتغير وهي لا تزال في مرحلة الشعارات ويعترفون أنه إذا حلت المشكلة هنا تحل باقي المشاكل وهذا ما توصلوا إليه بعد طول انتظار". واشار الرئيس الفلسطيني الى خطاب اوباما في الاممالمتحدة في 24 سبتمبر الماضي الذي دعا فيه الى اقامة دولة فلسطين العام المقبل لتكون عضوا جديدا في المنظمة الدولية. وقال "هذا نعتبره تعهدا من الرئيس اوباما وليس شعارا ونأمل ان لا يأتي العام القادم وان يقول (آسفين لم نستطع)". واضاف عباس موجها حديثه الى اوباما "هذا تعهد عليك ودين في رقبتك بان تكون دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الاممالمتحدة". كما شدد عباس بان لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان، وقال "نحن لن نقبل ذلك اطلاقا واي حل لا يشمل القدس لن يكون حلا". وتوجه عباس الى المجتمع الاسرائيلي والقوى المؤيدة للسلام في اسرائيل قائلا "ان صنع السلام اهم من الاستيطان والسلام الشامل والعادل اهم من الائتلاف الحكومي في اسرائيل ومن الاستيطان وليبرمان" في اشارة الى الاحزاب اليمينية المشاركة في الائتلاف الحكومي في اسرائيل. وقال "نريد ان يعيش اولادنا واولادكم بسلام وامن نقول ذلك قبل ان تضيع الفرصة وليس قبل ان نغير رأينا". وتابع عباس "مرة يصرون على استمرار الاستيطان.. وأخرى يطالبون بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية..فجأة صرنا نسمع دولة يهودية ذات طابع ديمقراطي كيف يكون ذلك نحن نرفض هذه التسمية جملة وتفصيلا وهذه موقفنا الثابت". وشارك في حفل احياء الذكرى قرب ضريح عرفات في ساحة "المقاطعة" الآلاف الذين توافدوا من كافة انحاء الضفة الغربية، فيما اتهمت فصائل منظمة التحرير حركة حماس بمنع تنظيم مهرجان جماهيري بهذه المناسبة في قطاع غزة. كما تطرق عباس الى الانقسام الفلسطيني متهما قادة حماس بانهم "ينتهكون كل الحرمات ويمارسون كل المحرمات للابقاء على انقلابهم في غزة الحبيبة". كما اعتبر ان قادة حماس "مرتهنون لمن يريد استخدامنا ورقة في يده للمساومة أو الضغط خدمة لمصالح إقليمية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية" في اشارة مبطنة الى ايران وسوريا. وتعليقاً على خطاب عباس، اعتبرت الحكومة التابعة لحماس في غزة انه "لا يحمل لغة تصالحية". وقال يوسف رزقة مستشار رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية ان خطاب عباس "لم يتضمن اي جديد في الموقف السياسي ولا يحمل لغة تصالحية" مضيفا ان عباس "كرر مفردات قديمة واتهامات مضللة لحماس ولسوريا ودول اقليمية". على صعيد اخر جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة ومسؤول مؤسسة ياسر عرفات الخميس تحميل اسرائيل المسؤولية عن "اغتيال" عرفات. وقال القدوة امام الحشد الذي تجمع في رام الله "لن نمل من اصرارنا في البحث عن قطعة الدليل الاخير على اغتيال ياسر عرفات". واضاف "لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية، واكدنا مسؤولية اسرائيل عن عملية الاغتيال، لكنا نريد الدليل على ذلك وسنحصل عليه".