تنساب انكسارات قلمي، ويتدفق حبري، وتتباهى كلماتي على ورقتي تاركة بصمة شكر وعرفان وامتنان يعجز لها قلمي وقبلها قلبي عن شكرها.. في حياتنا نمر بالعديد من المحطات التي تحط بها رحالنا، ونطلب منها راحتنا، فتستريح بها نفوسنا وتستقرعلى عتباتها أجسادنا، ونأمل منها أن تحتضن احتياجاتنا وتملأ كأس رغباتنا.. لكل محطة عنوان ونبراس، وعلى كل عتبة خاطرة وذكريات، وفوق كل تراب روح نشعر بقربها ونتلمس أحاسيسها عندما تغمرنا بأنواع الحنايا والعطايا. بعبارة قد تكون أعمق صدقًا وأكثر تعبيرًا، قد يقف الجميل حائرًا عن الرد بجميل مثله، إذ أن بعض العطايا والمواقف النبيلة التي تقدم لك وأنت في طريق عبورك لتلك المحطات وعلى طبق من ذهب يصعب التعبير والامتنان لها، كغيمة خير وعطاء أمطرت في طريقك من هباتها وخيراتها، فخفّفت عليك من عثرات وأوجاع الطريق صانعة لك الثقة والإرادة والدعم الودّي، كلنّا بشر من ذكر وأنثى لا نستغني عن روح تقاسمنا الهواء والحياة، السعادة والألم، الحزن والفرح لتصنع لكل موقف مرًا أو حلوًا مذاقًا خاصًا ننتشي شريط ذكرياته بأسلوب خاص.. روح تخفّف علينا من وعورة الطريق وشقاء الدرب برسم المسار بمرسام اصطفى من الألوان ما تزهو جمالا به وتتراقص تفاؤلا، روح تقدم لنا الحب بجميع أذواقه ومذاقاته، فهي روح لا يخفت بريقها ولا ينطفئ نورها في سماها. فحين نعبر تلك المحطات تحلّق الطيور في سماء الكون مغردة بأعذب الأصوات أنشودة جميلة تزيدنا استرخاء فتنقشع عندها غمّة الظلام، لذا لا يهيم ولا يبقى في داخلنا سوى أولئك الذين غرسوا وردًا جميلا وزهرًا يانعًا أكملوا به جدول الحب، ننتشي رائحته في طريق عبورنا فنتنفس في تلك الحديقة هواء الصدق والإخلاص والوفاء.. شاطرونا الألم والكرب حرفًا ولغة ومعنى.. أولئك الذين منحونا الحب والدعم وبجرعات زائدة في وقت حاجتنا، لنتخطى ونتجاوز الصعاب والقفار لنقف على أقدامنا وقد أنهينا مشوارنا بكل فرح وحب.. فلا نعلم من أي أبواب الشكر ندخل ولا من أي مداخل الثناء سنصل.. فبحقكم نظّمت عقدًا من الشكر تتلألأ عباراته وتتسابق حلقاته لتصطف أمامكم مبلغتكم الشكر والعرفان.. وبحروف صفّت نفسها وبعبارات تنمّقت بمنطقها، وبجمل أبهرت بطلّتها فتنازلت لك العبارات والجمل، وقبلها الحروف لتقول لك شكرًا.