"بعد وفاة والدي أحتاج لأن يكون أخي غير الشقيق أكثر قربا مني، ولكن المسافة والحواجز التي خلقتها والدتي وزوجة أبي كانت كفيلة بأن توصد أبواب العلاقة بيننا، وفشلت جميع المحاولات التي جربتها لفتحها". هذا ما قالته الطالبة في المرحلة الثانوية "أمل"، فقد انسحبت علاقة "الضرائر" على الأبناء، وتسببت في خلق الفتور في العلاقات بين أفراد عائلة "أبو صالح"، ومنهم "أمل"، التي تعيش حالة من العزلة، والحزن الذي يظهر على ملامح وجهها البريء. ومن زاوية أخرى تقبع "ابتهاج"، التي تحدثت "مبتهجة" عن علاقتها بإخوتها غير الأشقاء قائلة: "على الرغم من المكائد والنصائح السلبية التي توجهها والدتي لي ولإخوتي، إلا أن أبي كان يقف لها بالمرصاد، ولا يسمح بأن تنتقل مشاعر الضرات إلى الإخوة. وأضافت بثقة ظهرت على ملامحها: "الواقع الذي ندركه ويشعرنا والدي به كان أكبر من المكائد والمقالب التي كانت تحيكها أمي وزوجة والدي". من جانبها أكدت اختصاصية التربية الأسرية مسفرة الغامدي على خطورة القطيعة بين الإخوة غير الأشقاء، حيث تقول: "قد تنعكس العلاقة بين الضرائر على الأبناء، فتتكاثر لديهم مع مرور الزمن مشاعر الحقد والكراهية والعدائية، والصورة لا شك تختلف تماما في حال كانت العائلة ناضجة، فتسير علاقة الأبناء بشكل إيجابي دونما أية منغصات". وتنصح الغامدي الأمهات بأن يكن أكثر وعيا وإدراكا لمستقبل أسرهن، خاصة فيما يتعلق بالعاطفة القوية وعلاقة الإخوة مع بعضهم البعض. وقالت "للأب دور كبير وفعّال في دمج الإخوة غير الأشقاء مع بعضهم، وعليه مسؤولية كسر حاجز المسافات بينهم، وتحديد أطر العلاقة بين الأبناء، فهو العامل المشترك بين الأبناء جميعهم، ولابد من أن يكون مدركا تماما بأن الأبناء عادة يكونون أكثر تعاطفا مع الأم، وهذا ينعكس على نظرتهم لإخوانهم من غير الأم، الأمر الذي قد تستغله الأمهات بدافع الغيرة، دونما أي وعي منهن بمستقبل أبنائهن". وأكدت الاختصاصية أن "شعور الأبناء بمقاييس المنافسة، وعدم العدالة، والتعرض للإيذاء، يوفر البيئة الخصبة للجفاء بين الإخوة غير الأشقاء، نتيجة عدم شعورهم بالارتياح، فتنمو الضغينة بدواخلهم، مما يؤثر على العلاقة المستقبلية فيما بينهم.