ممّاهو محل إتفاق بالإجماع إن الله تعالى كرّم الإنسان بمزايا نبيلة تميّزه عن بقية المخلوقات .. من تلك المزايا (الحياء)، لهذا كان الحياء شعبة من الإيمان وفضيلة من فضائل الفطرة السوية يفرض على صاحبة إجتناب كل ماهو قبيح ويمنع التقصير في حق ذي حق ويحفظ الكرامة الإنسانية . ففي شأن الحياء الكثير من ماجاء في الكتاب والسنة ونقل عن السلف والتابعين روى عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال(الحياء لايأتي إلاّ بخير)وقال ابن مسعود إن ممّاأدرك الناس من كلام النبوة الأولى قوله (اذالم تستحي فاصنع ماشئت)،وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( من قلّ حيائه قلّ ورَعَه ومن قل ورَعَه مات قلبه)، وقال الأصمعي (من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيوبه)، وقال الجرّاح الحكمي وهو تابعي عاصر الصحابة( تركت الذنوب حياءً أربعين سنة ثم أدركني (الوَرَع)). لزوم الحياء يجلب السلامة من ما هو ضدّه ممّا لايليق ، كان أهل الجاهلية يتحرجون من فعل بعض القبائح بدافع (الحياء) فقد سأل هرقل أباسفيان عن رسول الله فقال أبوسفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه فمنعه (الحياء)من الإفتراء على رسول الله لسمو قدْر الحياء. دفعني لهذه التوطئة بيان قدسية الحياء في حياة الانسان بعدما تجلّت الكثير من الشواهد والمظاهر منزوعة الحياء للأسف، السؤال : متى كانت القطيعة بين الأهل والأقارب من الحياء؟، ومتى كان عدم إحترام الصغير للكبير من الحياء؟ ومتى كان تجاوز الطالب على معلمه من الحياء ؟ ومتى كان من الحياء ارتداء البنطال القصير المعروف بمرمودا في المسجد وفي الأماكن العامة والإدارات ؟ ومتى كان من الحياء ارتداء نساءنا خارج بيوتهن الملابس الخادشة للحشمة والوقار ؟ ومتى كان من الحياء حلاقة القزع وارتداء الملابس البعيدة عن الزّي الوطني الأصيل والتجول بها في المصالح والأسواق ؟، وغير ذلك من مايسمى بالصرعات التي صرعت الحياء والنقاء في مظهر من مظاهر التشوه البصري المقزز الذي قد يستحي الشيطان من الإتيان بمثله . تساؤلات كثيرة مشروعة تضيق بها المساحة، أختم بقول الشاعر: (يعيش المرء ماأستحيا بخير...ويبقى العود مابقى اللّحاءُ). كل عام والوطن وكل من على ثراه واستنشق هواه بخير .