إن رأس مكارم الأخلاق ونظام الإيمان هو الحياء.. الحياء من الله عز وجل والحياء من الناس، فهو من الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم «الحياء شعبة من الايمان»، وحينما قر عليه الصلاة والسلام على رجل يعاتب أخاه في الحياء يقول: انك لتستحي وقد أضربك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعه فإن الحياء من الإيمان».. إن الحياء خلق جميل يدعو إلى ترك القبائح ويمنع من اهمال الواجبات والتقصير في أداء الحقوق ولهذا فلا عجب أن يتوارث الناس عن الأنبياء المتقدمين قرنا بعد قرن (اذا لم تستحي فاصنع ما شئت).. فقد روى البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».. فمن لم يستحي صنع ما شاء فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء فمن لم يكن له حياء انغمس في الفواحش والمنكرات، وفي الحلية لأبي نعيم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: إن الله إذا أراد بعبد هلاكا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه ألا مقيتاً ممقتاً فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة فلم تلقه ألا خائناً مخوناً فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة فلم تلقه الا فظاً غليظاً فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربق الإيمان من عنقه فإذا نزع ربق الإيمان من عنقه لم تلقه الا شيطاناً لعيناً ملعناً. فرحم الله عبداً أدى فرائض الله وكف لسانه عن الحرام، وغض بصره، وحفظ فرجه، وابتعد عن الكسب الخبيث، وأدى ما عليه من الحقوق.. ألا فطوبى لهذا الصنف من الأخيار.