تواجه رئيسة المكسيك المنتخبة حديثا، وهي أول امرأة تفوز بهذا المنصب، قائمة طويلة من التحديات، بما في ذلك عنف العصابات المستمر، ودولة منقسمة بشدة، وبرامج اجتماعية تعاني ضائقة مالية، والظل الطويل لمعلمها المنتهية ولايته، الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. لكن بالنسبة لبعض المحللين، فإن الأمر يتعلق في الغالب بثلاثة أشياء: المال، والحوار، ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأمام كلوديا شينباوم، التي تبدأ ولايتها الرئاسية التي ستستمر ستة أعوام في الأول من أكتوبر، أربعة أشهر لتحديد أجندة إدارتها. وخلال هذا الوقت، من المتوقع أن يواصل لوبيز أوبرادور تقديم إحاطاته الصحفية الصباحية اليومية، بينما يحاول ترسيخ إرثه. التحدي الاقتصادي وسيكون التحدي الاقتصادي الأكبر هو ما إذا كانت شينباوم ستحصل على المال لمواصلة البرامج الاجتماعية الشعبية لسلفها، مع الأخذ في الاعتبار أن الحكومة تعاني عجزا كبيرا، يبلغ نحو 6 %، تعهدت وزارة الخزانة بتخفيضه. وقال إيسيدرو موراليس، خبير الاقتصاد والعلاقات الدولية: «يجب أن يكون هناك إصلاح مالي»، محذرا من أنه إذا لم يحدث ذلك، خلال استشهاده بتناقص دخل المكسيك من النفط بوصفه إحدى المشاكل، فإن «كلوديا سوف تكون مقيدة اليدين». وتُعَد شركة النفط المملوكة للدولة في المكسيك (بيميكس) الرمز الأكثر حماسة للقومية لدى لوبيز أوبرادور، ولكنها لا تزال تخسر أموالها. كما أصبح النفط بعيدا عن مصدر الإيرادات الرئيسي الذي كان عليه في السابق. مع ذلك، فهو خط أحمر بالنسبة لشينباوم، التي، على الرغم من كونها عالمة مناخ تريد الانتقال إلى الطاقة النظيفة، اختتمت حملتها الأسبوع الماضي أمام لافتات الدعم الضخمة من عمال صناعة النفط. سياسات الهجرة ويصادف أن الفترة الانتقالية الرئاسية في المكسيك تقع أيضا في قلب الحملة الانتخابية الرئاسية بالولاياتالمتحدة. وقال كارلوس بيريز ريكارت، الأستاذ في مركز الأبحاث العام المكسيكي CIDE، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية: «سوف تجرى الانتخابات الأكثر أهمية بالمكسيك في الخامس من نوفمبر». وأوضح أن إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن أو عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى السلطة ستكون «المتغير الحقيقي الذي سيغير السيناريوهات». وأضاف أن النتيجة لن تؤثر فقط على سياسات الأمن والتجارة والهجرة، بل أيضا على العديد من القرارات الداخلية بشأن دور الجيش المكسيكي. ودرست شينباوم في الولاياتالمتحدة، وتتحدث الإنجليزية، وتفهم سياسة ذلك البلد، الأمر الذي قد يدفع المرء إلى الاعتقاد بأنه سيكون هناك المزيد من التفاهم مع واشنطن، ولكن لا أحد يستطيع السيطرة على عامل ترمب. وعندما يتعلق الأمر بالهجرة والأمن، فإن رئيسة المكسيك الجديدة لم تبق أمامها سوى السياسات القائمة التي أدت بشكل متقطع إلى إبطاء الهجرة إلى حدود الولاياتالمتحدة، وفشلت في خفض العنف المستمر في المكسيك بشكل كبير. أعمال العنف ولمواجهة أعمال العنف المتزايدة في المكسيك، قال المحللون إن البلاد تحتاج إلى تعزيز الشرطة المدنية ومكاتب المدعي العام. وبدلا من ذلك، اختار لوبيز أوبرادور عسكرة البلاد، ومنح القوات المسلحة سلطة غير مسبوقة في مجموعة من المناطق المدنية من الأمن الداخلي إلى البناء مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على حقوق الإنسان والمساءلة. ولا يزال من غير الواضح ما الذي تريده شينباوم من الجيش، وما الذي يمكنها تغييره، أو نوع الضغط الذي يمكن أن يمارسه الجيش عليها. ومن الناحية السياسية، قد تكون الأغلبية التي يتمتع بها حزبها «مورينا» في الكونجرس سلاحاً ذا حدين. وبالنسبة لنحو 40 % من الناخبين الذين لم يؤيدوها، فسوف يُنظر إلى ذلك على أنه خطير، لأنه إذا صمدت النتائج الأولية، فقد يكون لديها عدد كافٍ من المشرعين لتعديل الدستور، حيث طرح لوبيز أوبرادور مجموعة من المقترحات الدستورية المثيرة للجدل، بما في ذلك إلغاء المؤسسات التي توفر الضوابط على السلطة التنفيذية، وإخضاع القضاة للانتخابات العامة. وقال بيريز ريكارت إنه سيكون من المهم أن تكون لدى المكسيك حكومة قوية تدافع بلا شك عن الفصل بين السلطات. مع ذلك، يرى عالم السياسة لويس ميغيل بيريز خواريز أن الانتصار القوي الذي تحقق يمنح شينباوم «قوة هائلة» للعمل المستقل، بما في ذلك من الحزب الذي أنشأه لوبيز أوبرادور. وأضاف: «لن تضطر للذهاب إلى أي شخص».