نُقل عن الحكيم والفيلسوف الصيني كونفوشيوس أنه قال " لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلاّ بعد أن يتعلم كيف يفكر " ولو حاولنا توسيع هذه العبارة ومحاولة تفسيرها نجد أن كونفوشيوس يقصد في مقولته أنه لتحقيق التعلم الفعّال فإنه يجب على الباحث عن المعرفة أن يكون على دراية بطريقة تفكيره والأسلوب الذي سينتهجه لإستيعاب المعلومات التي أمامه وكيفية التعامل معها، فالتعلم الحقيقي والفعّال ليس مجرد حفظ للمعلومات ومن ثم إعادتها، بل هوعملية تطوير للقدرات الذهنية والتفكيرية للفرد. ومن هنا ولكي يحصل الفرد المتعلم على ذلك يلزمه تحسين قدراته وتحديد نقاط القوة والضعف في أساليب التعلم الخاصة به ولكي يصل عليه اتباع عدة أساليب للتفكير . أولها التفكير االنقدي: والذي يشمل على التحليل الدقيق للأفكار والتحقق من صحتها ومصداقيتها مما يمكن الشخص أن يحدد الثغرات في طريقة تفكيره ويطورها. أما التفكير الإبداعي فهويشجّع على ابتكار أفكار جديدة وغير تقليدية تساهم في تطوير قدراته في حل المشكلات والابتكار. أما التفكير التحليلي : فهو يركز على تحليل المعلومات وتجزئتها إلى أجزاء صغيرة قابلة للاستيعاب تمكن المتعلم من تطوير أدواته لفهم وحل المشكلات المعقدة. كما أن التفكير الإستراتيجي : يساعد على وضع خطط وإجراءات محددة لتحقيق أهداف محددة تساهم في تطوير قدراته في التخطيط وإدارة الوقت. كل هذه الإجراءات مجتمعة أو على الأقل واحداً منها كفيلة بتغيير تفكير الكثير منا وترسيخ المعلومات في أذهان الدارسين بدلا من الحفظ الذي لا يلبث أن يكون في طي النسيان بمجرد الخروج من قاعة الاختبار .